ملكة جمال العراق


يواجه منظمو مسابقة ملكة جمال العراق رد فعل عنيف من قبل المتشددين الدينيين وزعماء القبائل المحافظين الذين يزعمون أن مثل هذه الاحتفالات والمسابقات أمور غير إسلامية وتهدد الآداب العامة.

وانسحبت امرأتان على الأقل من المسابقة بعد تلقيها تهديدات بالقتل، وألغى المنظمون العرض بملابس السباحة من المسابقة وأجلوا نقل التصفيات النهائية على شاشات التليفزيون لتفادى بعض الانتقادات.

وصمم منظمو المسابقة وبعض المتسابقات المدعومات من أفراد الجمهور على المضي قدمًا في المسابقة، فيما اعتبروه خطوة نحو الحياة الطبيعية في مجتمع منقسم بعد 12 عامًا من إطاحة قوات بقيادة الولايات المتحدة الأميركية بصدام حسين.

وذكر المتحدث باسم المسابقة وأحد حُكامها سينان كامل: "هناك مؤشرات كثيرة على أن العراق انتهت ولكن مثل هذه المسابقة تعطى أملا في استمرار الحياة هناك".

وأوضح كامل أن منظمي المسابقة حاولوا التكيف مع أوضاع هذا البلد المسلم بما فيه من محرمات واستهجان العرض العام لأجساد النساء.

وتابع: "قمنا بتنظيم المنافسة وفقا للمعايير المناسبة للمجتمع العراقي لنثبت للعالم أن العراق بلد متحضر يحظى بروح الوطنية وروح الحياة، وعلى سبيل المثال تم استبدال ملابس السباحة بزى أكثر تحفظًا مع منع ارتداء الحجاب وفقًا لبروتوكول المسابقات الغربية".

وأردف: " إذا لم نلتزم بالمعايير فلن نحصل على موافقة للمشاركة في المسابقات الدولية ولكننا بالتأكيد لسنا في مرحلة ارتداء ملابس البحر، وتم تأجيل ختام المسابقة وعرضها على شاشات التليفزيون من تشرين الأول / أكتوبر إلى كانون الأول / ديسمبر بعد تهديد قادة القبائل للشابات المشاركات في المسابقة وأسرهم".

وحذرت قناة تليفزيونية إسلامية موالية للشيعة هذا الشهر من أن هذه المسابقة ستفسد الآداب العامة بينما يواجه الشعب خطر التطرف، واتهمت القناة منظمي المسابقة بكونهم "ماسونيين" وأنهم يحملون الإهانة للشرق الأوسط باعتبار أن هذه المنظمة موالية للصهيونية ومعادية للإسلام، وحتى الآن لم تتخذ الحكومة التي يقودها الشيعة في بغداد والمُشكّلة العام الماضي بدعم من إيران والولايات المتحدة موقفًا واضحًا من الجدل الدائر حول مسابقة ملكة الجمال.

ولم تساعد هذه الضجة المتسابقة لبنى حميد، وهي طالبة جامعية من بغداد عمرها (21 عامًا) والتي أوضحت أنها تأمل في أن تكون نموذجًا يحتذى به للمرأة العراقية، وذكرت لبنى في لقاء لها عبر محطة "المدى" التليفزيونية التي تستضيف المسابقة: "سأحاول أن أتجاهل النقد لأنه شرف لي أن أمثل بلدي".

وأفادت المتسابقة همسة خالد (18 عامًا) الطالبة في المدرسة الثانوية، بأن العداء والتهديد لن يردعها عن المشاركة في المسابقة، معربة عن أملها في إجراء هذه المسابقة في سلام.

وكانت المرة الأولى والأخيرة التي شاركت فيها العراق في مسابقة ملكة الجمال الدولية الكبرى في عام 1972، عندما مثلت وجدان برهان الدين البلاد في مسابقة ملكة جمال الكون.

واستضافت النوادي الاجتماعية العراقية هذه المسابقات بين الحين والآخر، ومن خلال توسع الإقبال والتسجيل لدى الحكومة يأمل المنظمون لمسابقة ملكة جمال العراق أن تتأهل الفائزة هذه المرة إلى المسابقات الدولية المرموقة، ويخطط المنظمون لإرسال ممثلين إلى مسابقات في مصر وتايلاند، ومن المقرر أن يختار الحكام 10 شابات للتصفيات النهائية من بين 50 امرأة.

ومن المقرر أن يتلقى المتسابقون تعليمات خاصة في الآداب والخطابة، وأن يتطوعوا لمساعدة ثلاثة ملايين عراقي نزحوا بسبب القتال بين الجيش وتنظيم "داعش".

وأوضح بعض العراقيين أنهم يشعرون بخيبة الأمل نتيجة الجدل الدائر حول المسابقة، وأضاف علي الجندي (21 عامًا): "نحن سعداء لرؤية مثل هذه المسابقات بعد أن حرمنا من أشياء كثيرة، فالكثير من الشباب يهاجرون ونحن لا نشعر بالراحة في بلادنا، هناك أناس لا يريدون العراق أن يتقدم هؤلاء الناس يريدون أن نعود إلى الوراء".

وتأتي المشاركات في المسابقة من جميع أنحاء العراق بما في ذلك الموصل التي استولى عليها تنظيم "داعش" عام 2014، وأشار كامل إلى أن هذه المسابقة تهدف إلى تنشيط المشهد العراقي مضيفا: "نحن نبحث عن شخصية تمثل العراق وهي امرأة تكون سفيرة حقيقية للبلاد".