مزرعة القمح في إمارة الشارقة

تعتبر مزرعة القمح في إمارة الشارقة، أحد أهم مشاريع الاستدامة والأمن الغذائي على مستوى الدولة، وحصدت نجاحاً كبيراً ولاقت إقبالاً كبيراً من قبل الجمهور على إنتاجها، والذي حصد عدداً من الجوائز المحلية والعالمية وفقاً لمواصفات الجودة التي يتميز به.

وخلال معرض «الإمارات تبتكر»، عرضت مزرعة القمح التقنيات الحديثة، والنوعية في مجال الزراعة والري على عددٍ من ممثلي الجهات الحكومية، والمؤسسات المحلية، ووسائل الإعلام، وذلك خلال جولة تعريفية صباح أمس بمقر المزرعة بالإمارة.
 وقال عبد العزيز حسوني، مبرمج في دائرة الزراعة والثروة الحيوانية في الشارقة لـ «الاتحاد»: «تشارك دائرة الزراعة والثروة الحيوانية في معرض الإمارات للابتكار، من خلال مشروع مزرعة القمح في مليحة، حيث تم تسخير أحدث التقنيات في هذا المشروع من خلال الدمج بين التصوير الحراري للأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، وإنترنت الأشياء».

وأضاف: «من خلال توظيف ودمج تلك التقنيات الحديثة، استطعنا أتمتة المحاور الزراعية وتحريكها عن بعد في أي وقت أو زمان، كما يمكننا التحكم بمنسوب مياه الري، بحسب الأجواء والحاجة إليها، بالإضافة إلى استخدام التصوير الحراري في جانب مراقبة المحاصيل، وزيادة إنتاجيتها ورفع كفاءتها، وتحليل البيانات الناتجة عن تلك الصور، حيث استخدامنا تقنية التصوير الحراري والاستشعار عن بُعد بواسطة الأقمار الصناعية، والتي تزود المزروعة ببيانات يومية عن حالة التربة، وصحة النبات. ويوجد في مزرعة القمح محطة أرصاد جوية خاصة بها، يتم من خلالها التنبؤ بحالة الطقس بشكل عام، ومعرفة ما إذا كانت هناك أمطار متوقعة أم لا، والتحكم في آلية الري بحسب ذلك».
وأكد أنه تم توظيف الذكاء الاصطناعي في هذا المشروع، من خلال استخدام تقنية فيزيائية تمثلت في وضع مجسات في التربة مرتبطة بمحطة الأرصاد وغرفة التحكم، ويتم من خلالها الإشارة إلى مدى كفاية الري مقارنة بتقديرات الخبراء الزراعيين، وباتباع هذه التقنيات تم توفير نحو 40 إلى 45% من المياه اللازمة للزراعة، وهو أمر إيجابي نسعى من خلاله إلى تطبيق مفهوم الاستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية.
مليحة
قال عبد العزيز حسوني: «يرجع سبب اختيار منطقة مليحة لمشاريع الأمن الغذائي إلى أن مليحة أرض حضارة زراعية قبل آلاف السنين في منطقة تحتضنها الجبال وتجذبها مياه السيول التي تحتوي على الطمي والطين الزراعي المفيد، وهي أرض مستوية ليست قريبة من البحر فتكون نسبة الرطوبة فيها عالية، كما أنها ليست بعيدة عن البحر فتكون نسبة الجفاف فيها عالية؛ لذلك فهي تعتبر أرضاً مثالية لإقامة المشروع عليها وذات رطوبة معتدلة».

قد يهمك ايضاً

الأردن يشتري 60 ألف طن قمحاً في مناقصة دولية

 

 

موجة الغلاء تلقي بظلالها على موسم زراعة القمح في شمال شرق سوريا