باحثون يُعلنون أنَّ أعماق بحار بركان هاواي تعتبر نقطة ساخنة للحياة الغامضة

كشف باحثون من جامعة هاواي ومجموعة الحفاظ الدولية عن مدى تنوع الحياة البحرية في جبل كوك البحري الغامض الذي يمثل بركانًا خامدًا ارتفاعه 13 ألف قدم, وأوضحوا أنه يكون عميقًا قبالة ساحل الجزيرة الكبيرة في هاوي، وأشاروا إلى أنه حتى الآن لم تقع عين الإنسان على هذا البركان, مشيرين إلى أن تفاصيل الكائنات الحية فيه بقيت لغزا، إلا أن غواصة ضمت ثلاث رجال درست المعالم الجيولوجية للبركان لأول مرة على متن سفينة Pisces V، ورصد الباحثون أنواع نادرة من اخطبوطات ذات الزعانف الكبيرة التي تشبه آذان دامبو وأنواع جديدة من المرجان البنفسجي الملون يطلق عليها Purple Haze، وتأمل منظمة الحفاظ الدولية في دراسة 50 جبلًا بحريا أو بركان تحت سطح البحر على مدى السنوات الخمس المقبلة.


وذكر رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لمنظمة الحفاظ الدولية بيتر سيلغمان, "نحن لا نعرف أي شيء عن قاع المحيطات، ما نعرفه أن كل من هذه الجبال هو ملجأ لأنواع جديدة لكننا لا نعرف ما هي، ولا نعرف كيف تطورت ولا نعرف ما الدروس التي لديهم لنا"، وأثناء الغوص كانت الأصوات الوحيدة  صوت الاتصالات اللاسلكية من السطح وهمهمة جهاز تنقية الهواء الذي يزيل أول أكسيد الكربون من غرفة الركاب وأصوات أفراد الطاقم، وأصبح الهواء الحار السميك داخل الدائرة الصلبة باردًا كلما انحدرت الغواصة إلى أسفل، وأضاف عالم الأحياء البحرية جريج ستون على متن الغواصة "نحن لا نعرف ما سنعثر عليه، سيكون هناك ما هو غير متوقع عندما نذهب إلى أعماق المحيط".


ولا تخترق أشعة الشمس الأعماق في منتصف الطريق إلى قمة البركان والتي تقع على بعد 3 آلاف قدم تحت سطح المحيط الهادئ، وكان الضوء الوحيد الذي يمكن رؤيته من نوافذ الغواصة الوهج أزرق من أضواء السفينة، كما ظهرت بعض الكائنات المضيئة بشكل حيوي في الظلام، وتعد الجبال البحرية البراكين النشطة أو الخامدة التي ترتفع بشكل كبير عن قاع المحيط لكنها لا تصل أبدًا إلى السطح، وتعتبر نقاط ساخنة للحياة البحرية لأنها تحمل مياه غنية بالمغذيات إلى أعلى من قاع البحر، ويعتقد أن الجبال البحرية تغطي نحو 18 مليون ميل مربع من الأرض، ويقع جبل كوك على بعد 100 ميلا جنوب غرب الجزيرة الكبرى في هاواي وهو جزء من مجموعة براكين تحت سطح البحر معروفة باسم الجبال البحرية الجيولوجية والتي يبلغ عمرها 80 مليون عامًا، وربما تضم العديد من الأنواع الحيوانية الجديدة فضلا عن عناصر مثل النيكل والكوبالت والذي يمكن لشركات التعدين استخراجه.


وتابع السيد ستون, " هدفي هو معرفة ما يعيش في هذه الجبال واكتشاف كيفية تدعيمهم لحياة المحيطات وما تأثيرهم على المحيط حاليا، وما يدفع المحيط ليكون على ما هو عليه الأن، وتعد الجبال البحرية جزء أساسي من ذلك وهو الشيء الذي نعرف القليل عنه"، وبدأت الحياة البحرية في الظهور بعد وصول السفينة إلى القمة، حيث ظهر نجم البحر ممسكا في صخرة وانضم إليه بعد فترة وجيزة الثعابين وأسماك القرش والجمبري وسرطان البحر واثنين من أخطبوط دامبو النادر، وتغير لون أحد الأخطبوطات من اللون الأبيض إلى الوردي وإلى البني المحمر أثناء السباحة، وشوهدت عدة أنواع من الشعاب المرجانية في أعماق البحار على طول المنحدرات والجبال البحرية.


وأوضحت سونيا رولي باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة هاواي التي تشارك في المشروع " أنا بحاجة إلى العودة إلى الوطن والنظر في بعض الأدبيات وعمل بعض التحليلات الجينية، ولكن هذا جبل بحري جديد، وبالتالي لن أشعر بالمفاجأة للعثور على أنواع جديدة"، وتمت دراسة اثنين من الجبال البحرية على مدى 3 أيام من الرحلة الاستكشافية وهما "ماكول" الذي يعد موطن لعدد كبير من أسماك القرش و "لوهي" الذي يعد بركان نشط، وتمت دراسة جبل لوهي من قبل غواصات مأهولة على مدى 30 عامًا، وعندما كان الباحثون هناك مؤخرا شاهدوا سمك قرش كبير نائم فوق فوهة البركان، وعندما نشر فريق البحث طعم في المياه ظهر القرش بطول 7 أقدام أمام الغواصة، وشهد الفريق ثعبان بطول 6 أقدام وعدد من التكوينات الجيولوجية الجديدة حول الحفرة، وأوضح العلماء أن لوهي ربما تصبح أحدث جزيرة في سلسلة هاواي مع حيث يدفع النشاط البركاني القمة إلى الأعلى.