قطاع الطاقة المُتجددة

أشار تقرير "المراجعة السنوية - الطاقة المتجددة والوظائف 2017"، الصادر عن "الوكالة الدولية للطاقة المتجددة" (آيرينا) خلال الاجتماع الخامس عشر لمجلس الوكالة، أن أكثر من 10.3 مليون شخص حول العالم يعملون في قطاع الطاقة المتجددة، بما في ذلك مشاريع الطاقة الكهرمائية الكبيرة , كما أظهرت أحدث الإحصاءات الصادرة عن الوكالة مساهمة القطاع في توفير 500 ألف وظيفة جديدة في العام 2017، بزيادة 5.3 في المئة عن العام الماضي.
 
وأوضح التقرير الأخير،أنه تضمنت قائمة البلدان التي سجلت أعلى معدلات التوظيف ضمن قطاعات الطاقة المتجددة، كلًا من الصين والبرازيل والولايات المتحدة والهند وألمانيا واليابان، حيث توفر هذه البلدان أكثر من 70 في المئة من مجموع وظائف القطاع على مستوى العالم. وبالرغم من تنامي عدد البلدان التي تجني فوائد اجتماعية واقتصادية من الطاقة المتجددة، إلا أن الجزء الأكبر من الصناعات التي تعتمد على الطاقة المتجددة تتركز في عدد قليل نسبيًا من البلدان، بالإضافة إلى التفاوت الهائل في حجم الأسواق التي تتبنى هذه الصناعات، حيث أن 60 في المئة من إجمالي الوظائف التي يوفرها قطاع الطاقة المتجددة يتركز في آسيا.

 وقال عدنان أمين، مدير عام "الوكالة الدولية للطاقة المتجددة": "لقد أصبحت الطاقة المتجددة ركيزة أساسية للحكومات العالمية لتحقيق نمو اقتصادي منخفض الكربون، وهو ما يؤكّده العدد المتزايد من الوظائف التي تم توفيرها ضمن هذا القطاع".
 
وتابع أمين "تظهر الإحصاءات توجهًا إقليميًا متزايدًا نحو تبني الطاقة المتجددة، حيث تسلّط الضوء على الفوائد الاقتصادية والاجماعية والبيئية التي توفرها الطاقة المتجددة في البلدان التي تتمتع بسياسات داعمة لهذا القطاع. كما تدعم هذه الإحصاءات بشكل أساسي تحليلنا بأن تلافي انبعاثات الكربون في نظم الطاقة يمكن أن يساهم في تعزيز نمو الاقتصاد العالمي وتوفير ما يصل إلى 28 مليون وظيفة في هذا القطاع بحلول عام 2050".
 
ولا يزال قطاع الطاقة الكهرضوئية الشمسية المساهم الأكبر في توفير فرص العمل ضمن قطاعات الطاقة المتجددة، حيث أضاف 3.4 مليون وظيفة عالميًا، بزيادة نسبتها 9 في المئة عن العام السابق بعد تسجيل منشآت هذا القطاع 94 جيغاوات من الطاقة الكهربائية. وتشير التقديرات إلى أن الصين توفر ثلثي الوظائف التي يتيحها قطاع الطاقة الكهرضوئية الشمسية، مايعادل 2.2 مليون وظيفة، وهو ما يمثل نموًا بنسبة 13 في المئة عن العام السابق.
 
وعلى الرغم من الانخفاض الطفيف في وتيرة التوظيف الذي شهدته اليابان والولايات المتحدة ، فإنهما تأتيان بعد الصين كأكبر الأسواق الموفرة للوظائف في قطاع الطاقة الكهرضوئية الشمسية في العالم، وتلي هذه الدول كل من الهند وبنغلادش، حيث تقدم هذه الدول الخمس ما نسبته 90 في المئة من الوظائف الكهرضوئية الشمسية على مستوى العالم.
 
وانخفض عدد الوظائف في قطاع طاقة الرياح بشكل طفيف العام الماضي إلى 1.15 مليون وظيفة على مستوى العالم. وفي حين تتوفر وظائف قطاع طاقة الرياح في عدد صغير نسبيًا من البلدان، فإن درجة التركيز على هذا القطاع أقل مما هي عليه في قطاع الطاقة الكهرضوئية الشمسية. وتبلغ مساهمة الصين 44 في المئة من وظائف قطاع طاقة الرياح، تليها أوروبا وأميركا الشمالية بنسبة 30 في المئة و10 في المئة على التوالي. كما أن نصف الدول العشر الأولى التي تملك أكبر مشاريع منجزة لطاقة الرياح في العالم هي دول أوروبية.
 
وأوضحت الدكتورة ربيعة فروخي، مدير السياسات ونائب مدير شؤون المعرفة والسياسة والتمويل لدى "الوكالة الدولية للطاقة المتجددة": "يشكل التحول في مجال الطاقة فرصةً لتحسين الاقتصاد وزيادة الرفاهية الاجتماعية، وذلك بالتزامن مع قيام البلدان بتنفيذ سياسات داعمة ووضع أطر تنظيمية مشجعة لتغذية النمو الصناعي وتوفير فرص عمل مستدامة".
 
وأكملت فروخي: "من خلال تزويد صنّاع السياسة بهذا المستوى من التفاصيل حول طبيعة الوظائف التي توفرها الطاقة المتجددة والمهارات التي تتطلبها، يمكن للبلدان اتخاذ قرارات واعية بشأن العديد من الأهداف الوطنية المهمة، بما في ذلك التعليم والتدريب والسياسات الصناعية وأنظمة سوق العمل".