البابا فرانسيس بابا الفاتيكان

دعا البابا فرنسيس قادة دول العالم الغنية إلى التحرك من أجل إنقاذ البيئة ودفع ديون الفقراء واتخاذ خطوات ملموسة بشأن تغير المناخ، مشددًا على ضرورة التخلص من استخدام الوقود الحفري بشكل تدريجي.

وحمّل الدول القوية مسؤولية تفاقم ظواهر التغيرات المناخية، إزاء خطورة الكارثة التي تحدق بالبشر بعد 200 عام بسبب سوء استخدام الموارد وافتقار الإرادة لتغيير العادات والسلوكيات السيئة.

واعتبر البابا فرنسيس، في بيان له، يمكن اعتباره الموقف الرسمي للكنيسة، أنّ التغيرات المناخية مشكلة عالمية ذات عواقب وخيمة من النواحي البيئية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، لافتًا إلى أن "تغير المناخ يمثل أحد التحديات الرئيسية التي تواجه البشرية في عصرنا".

وأعلن رفضه للحلول البسيطة لأزمة تغير المناخ على غرار الأنظمة التجارية، كما تحفظ على الربط بين زيادة عدد السكان والضرر الواقع على البيئة، رافضًا إصدار أي حكم على الأغذية المعدلة وراثياً.

وتحفظ الكاردينال بيتر تركسون، المسؤول البارز فيما يخص القضايا الاجتماعية والعدالة خلال لقاء صحافي عقد الخميس، تلك النقاشات التي تدور بين بعض السياسيين المحافظين في الولايات المتحدة، بأن البابا ينبغي عليه أن يبقى بعيداً عن القضايا العلمية التي يري بأنها من المجالات العامة بحيث يمكن لأي شخص التطرق إليها.

وانتُخب فرانسيس عام 2013 ووضع مجموعة من الأسس لتحقيق العدالة الاجتماعي، وأشار في بيانه إلى أنّ "الدين الخارجي للبلدان الفقيرة أصبح وسيلة للسيطرة عليها ولكن هذا ليس هو الحال عندما يتعلق الأمر بدين بيئي"، مضيفاً أنه لابد من عمل الدول المتقدمة على مساعدة نظيرتها الفقيرة لدفع هذا الدين عن طريق الحد بشكل كبير من استهلاكها للطاقة غير المتجددة ومساعدة الدول الفقيرة لدعم سياسات وبرامج التنمية المستدامة.

وجاء توقيت صدور البيان متزامناً مع زيارة البابا المرتقبة إلى الولايات المتحدة، حيث سيتحدث قبيل المؤتمر المقرر انعقاده من طرف الأمم المتحدة، لتحفيز مفاوضي تغيير المناخ الذين سيحضرون اجتماع تغيير المناخ المزمع عقده في باريس خلال كانون الأول/ ديسمبر. كما سيتحدث قبل الجلسة المشتركة للكونغرس الأميركي.

وتنقسم الآراء حول ظاهرة الاحتباس الحراري، وفي مسح جرى أخيرًا من طرف "بيو للأبحاث" وجد أن 71٪ من الكاثوليك في الولايات المتحدة يعتقدون أنّ الكرة الأرضية تزداد سخونة، وحوالي 47٪ يعتقدون أن البشر هم السبب، وأن تغير المناخ يمثل مشكلة خطيرة، ولكن على جانب آخر فهناك 10% من الديمقراطيين الكاثوليك لديهم أدلة قوية بأن الاحتباس الحراري ظاهرة حقيقية بينما أقل من نصف الكاثوليك من الجمهوريين يوافقون علي ذلك، وتعتقد نسبة الربع من الكاثوليك الجمهوريين أن ظاهرة الاحتباس الحراري سببها البشر.