العناكب السوداء

كشف العلماء أن العلامات الحمراء على الجانب السفلى من إناث العناكب السوداء الأرامل تساعد فى التعرف عليهم بسهولة فضلاً عن دورها فى تحذير الطيور، وأثبت العلماء أن العلامة الحمراء المميزة تمثل خطرًا مضيئًا للطيور لكنها صعبة الملاحظة من قبل فريسة العنكبوت، وتسمح هذه العلامة للعناكب الأرامل السوداء بتحذير الحيوانات المفترسة المحتملة فى المنطقة المحيطة دون تنبيه الصراير والخنافس والنمل بوجودهم.


وأفاد الدكتور نيكولاس براندلى عالم الأحياء الذى أجرى الدراسة فى جامعة ديوك في دورهام بولاية نورث كارولينا ويعمل حاليا فى جامعة كولورادو أن " لا يزال فى إمكان الحشرات اكتشاف الضوء الأحمر ولكن الثدييات والطيور لا تستطيع ذلك، وسترى الطيور العنكبوت مع العلامة الحمرة وتصاب بالدهشة وتقفز للوراء".
وتعد العناكب الأرامل السوداء من أكثر العناكب السامة فى العالم ولكن على الرغم من ذلك نادرًا ما تعد لدغتهم قاتلة بالنسبة للبشر، ويمكن أن تكون ضارة لصغار وكبار السن لكن السم يكون أكثر فتكا بفرائسهم من الثدييات الصغيرة والحشرات، وتستخدم المخلوقات السامة الألوان الزاهية للإعلان عن أنها تشكل خطرًا على الحيوانات المفترسة إلا أن العلامات الحمراء فى العناكب الأرامل السوداء تعد أكثر دقة بكثير.
وعلى الرغم من أن العلامات الحمراء تعد بمثابة تحذير للحيوانات المفترسة ولكن لم يتضح ما إذا كانت تمثل عيب لهذه المخلوقات عند الصيد، واستخدم الباحثون طابعة ثلاثية الأبعاد لخلق عنكبوت وهمى تم وضعه لتغذية الطيور وذلك لاكتشاف دور العلامة الحمراء فى العناكب السوداء، وتم إنتاج ثمانية عناكب نصفهم عناكب وهمية سوداء تماما والنصف الأخر عناكب تحتوى على علامة حمراء مثل تلك الموجودة فى العناكب الحقيقية.


ووجد الباحثون أن العناكب ذات العلامة الحمراء كانت أقل جذبًا للطيور التى تبحث عن ثعبان، وأن الطيور الصغيرة ذات المنقار القصير مثل عصافير المنزل كانت أكثر عرضة للفزع بسهولة، وفحص الدكتور برادلى وفريقه كيفية رؤية الطيور والحشرات للونين الأحمر والأسود فى العناكب الأرامل السوداء، وأوضح الباحثون أن عيون الطيور لديها خلايا مستقبلة للضوء تسمح لها برؤية موجاء طويلة من الضوء وهو ما تفتقر إليه معظم الحشرات، وباستخدام مقياس للطيف فحص الباحثون الضوء الذى ينعكس من قبل اثنين من ضمن ثلاثة أنواع من العناكب السوداء التى شوهدت فى الولايات المتحدة، واستطاعوا بذلك حساب مقدار الضوء الذى تأثرت به الخلايا المستقبلة للضوء فى عيون الطيور والحشرات.
ونشر الباحثون أن الألوان المحذرة فى العناكب السوداء كانت أكثر وضوحًا بمقدار مرتين للطيور عن الحشرات، وأشار الدكتور براندلى وزملاؤه إلى أن زاوية الرؤية ربما تلعب دور حيث تتدلى العناكب السوداء تحت الشبكات الأفقية حيث تواجه بطونهم السماء، ما يجعلهم على مرأى من الطيور التى تحلق فى السماء ولكنهم يظلوا مخفيين إلى حد كبير عن الحشرات، ولاختبار ذلك وضع الباحثون نوعين من العناكب السوداء  من أمريكا الشمالية فى أقفاص ارتفاعها 20 بوصة وسمحوا لهم ببناء الشبكات.
واكتشف الباحثون أن العناكب التى بنت شبكتها على ارتفاع أعلى من الأرض وكانت مرئية بشكل أكبر للطيور من فوقها وأسفلها كانت تحمل علامات حمراء على ظهرها أيضا، وأوضح الدكتور براندلى أن الدراسة سلطت الضوء على الدور الذى يمكن أن يلعبه الاكتشاف بواسطة الفريسة فى تطور الألوان المحذرة لردع الحيوانات المفترسة.