شيماء ومنار قدوة في التحدي والإبهار

شقيقتا الروح والمعاناة، ولدتا من رحم المحبة لأم عانت معهما وذاقت مرارة الحزن، فكانت عينيهما اللتين تريان بهما، حيث نال منهما مرض جيني ليسرق ضوء الحياة من عيني طفلتين لم تبصرا جمال الدنيا إلا أن قلبيهما الصغيرين، أدركا بعمق معنى الحياة.

الشقيقتان تعلمتا اللغة اليابانية ونطقتاها تماماً بلسان أهلها لم تخذلهما الذاكرة كما خذلتهما الشبكية، وتمكنتا منها بقوة الإيمان وبالرفض المطلق للاستسلام لم تذرفا الدموع بل الفرح انطلقتا بحثاً عن روح الحياة وعن المعنى الأسمى للمستقبل فكان القلب رديف العين.

«البيان» اقتربت من ابنة الشارقة شيماء سليمان الطالبة في الصف الحادي عشر بمدرسة رقية للتعليم الثانوي في الشارقة وهي تتصفح كتاب ومضات من فكر لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «بلغة برايل»، مشيرة إلى أنها تتسلح بالقوة والعزيمة والأمل عندما تقرأ الكتاب وإنه يمنحها جرعات من الأمل والثقة بالنفس والقدرة على المواصلة.

حب القراءة

وأضافت أنا طالبة في المرحلة الثانوية لم أحدد خياراتي في الدراسة الجامعية لأنني أبحث عن مجال يتناسب مع عدم قدرتي على الإبصار، أحب القراءة وأطالع بشكل يومي لكني آمل أن تتاح الروايات الطويلة على الإنترنت بشكل يخدم ذوي الإعاقة البصرية لأن ما يوجد من هذه الروايات جزيئات قصيرة.

وأضافت: تعلمت أنا وشقيقتي منار اللغة اليابانية لكونها من اللغات الصعبة ونحن نتقن الانجليزية، واليابان دولة ابتكارات وتطور، ونحلم أن نزورها، مشيرة إلى مسيرة تعلمهما للغة التي بدأت معهن منذ قرابة الخمس سنوات واعتمدن على مقاطع الفيديو المسموعة «اليوتيوب» بشكل أساسي والأقراص المدمجة التي جلبتها لهن والدتهن وهن اليوم وبعد هذه الفترة لديهن القدرة على التحدث باللغة بطلاقة وأيضاً سرد القصص لكن الكتابة صعبة لأن فقدان نعمة البصر حال دون تعلمهن للكتابة بها، وقالت إنها تحب سرد القصص باليابانية خاصة تلك المليئة بالعبر.

اجتهاد

منار كانت تجلس بجوار شقيقتها تقرأ كتابا وبدت مندمجة لا تريد أن يعكر صفوها شيئا، معتبرة القراءة بوابتها لرؤية الحياة بعيون مختلفة وأن غالبية وقتها تمضيه في المطالعة.

والدتهن شاركت في الحديث مؤكدة في البداية إيمانها بالله وأن الإعاقة لا تحد من الإبداع والتميز طالما الإنسان يريد ذلك وأنها تقف بجوار ابنتيها بشتى الطرق والوسائل بل وتفرغت لبيتها خاصة وأن لديها ابنا ثالثا يعاني من ذات المشكلة، موضحة أنها فوجئت بتوجه ابنتيها معا للغة اليابانية وأنها شجعتهما على ذلك من خلال جلب الأقراص المدمجة، والفيديوهات، حيث لمست لديهن رغبة جادة لكنها لم تجد تفسيرا لماذا اليابانية دون غيرها، مسترسلة تعلم لغة جديدة وصعبة أمر رائع ومفيد موجهة الشكر والتقدير لمدرسة رقية للتعليم الثانوي التي تقدم كامل الدعم لابنتيها لكنها تمنت أن يتم العمل على التغييرات في المناهج بنظام برايل بصورة فورية لأنها لا تصل لهم.

شيماء ومنار نموذج لمن لا يعترف بنقص أو إعاقة.. فصارت البصيرة سفر عيونهم على العالم بعد أن حجبت الأقدار عنهم الرؤية.