آمال بو خريص

الرحلة معه محفوفة بالألم والمخاطر، ومحاطة بالترقب والوجع، هي معركة الحياة والموت، البقاء أو الاستسلام، المواجهة مع عدو شرس، قد يقتل بصمت، ويحرق قلوب كثيرات شعرن بالعجز والخوف بمجرد تأكيد إصابتهن، مرض سرطان الثدي الذي يفتك كل عام بأعداد لا يستهان بها من النساء حول العالم، وكان لزاماً التمسك بقوارب النجاة مهما كان الألم قاسياً، وهذا ما توج قصص الكثيرات بالشفاء، لناجيات قاومن للنهاية بعزيمة وتحدٍّ وبكثير من الإيمان والأمل والحب والكفاح، حيث يعد الخوف والخجل الاجتماعي من أهم مسببات التشخيص المتأخر له.

آمال بو خريص محفظة للقرآن الكريم، أتت إلى الإمارات في عام 1999، ولديها 5 من الأبناء، وبعد إقامتها في الإمارات بـ10 سنوات انتباها شعور بأنها مصابة بداء السرطان، فراجعت الطبيبة التي أعلمتها بأنها مصابة ببكتيريا الحليب، ثم بدأ يزيد المرض، فأخذت علاجات خففت الآلام نوعاً ما، مبينة أن الصدفة في عام 2007 قادتها لاكتشاف كتلة في الصدر، فراجعت أحد المستشفيات وطلب منها بعد الحمل إجراء الفحوص، ثم بدأت تشعر بالإرهاق، ثم أخبرت زوجها الذي بدوره اصطحبها إلى المستشفى، وتم عمل ماموغرام، فتبين أنها مصابة بالسرطان، ونصحت بإجراء العملية فوراً.

رحلة العلاج

روت آمال رحلتها مع العلاج التي استمرت فترة طويلة، لـ(البيان)، مبينة أن أول ما خطر ببالها بعد أن تلقت خبر الإصابة بالمرض هو أبناؤها ؛ فحلمها الوحيد كان هو أن يكملوا مسيرتهم الدراسية وهي بجانبهم الأمر الذي منحها جرعات إيجابية، إضافة إلى رحلة العلاج التي قد تطول وما ينتج عنها وخصوصاً أن ظروفها المادية لا تمكنها من المواصلة فيه، فقررت إجراء العملية في موطنها، فتوجهت إلى هناك، وتم إجراء عملية واستئصال الثدي، ثم بدأت تتناول جرعات الكيماوي التي كانت أسعارها عالية، ثم رجعت مرة أخرى إلى الإمارات بعد أن علمت بافتتاح مركز لعلاج مرضى السرطان في دبي مجاناً، فأصبحت تأخذ العلاج الكيماوي مجاناً الأمر الذي خفف عنها كثيراً، مبينة أنها بعد العملية وتلقي العلاج والأمل والصبر تماثلت للشفاء، بعد أن كاد يفتك السرطان بالجهة الثانية من الثدي بعدما فتك بالأخرى.

دعم نفسي

وأضافت إنها بعد رحلة العلاج لجأت إلى جمعية أصدقاء السرطان حتى تتطوع فيها، فوجدت الدعم النفسي والتشجيع، فهي تعزز الوعي بسرطان الثدي، وتوفر الفحوص المجانية لأكبر شريحة ممكنة من الجمهور، وتتيح دعم فئات أوسع من المرضى في رحلتهم لتلقي العلاج في ظل ارتفاع أسعار العلاج، إضافة إلى تعزيز جهود نشر التوعية، وضمان توفير آخر التقنيات في مجال الكشف المبكر عن سرطان الثدي، ووضع هذه التقنيات في متناول جميع النساء في الإمارات، ناصحة النساء بضرورة الكشف المبكر وألا يخجلن ويترددن في مراجعة الطبيب في حال الشعور بأن هناك كتلة في الصدر، وإخبار أقرب الناس إليهن.

قد يهمك ايضا

جمارك دبي تدعم حملة التوعية بسرطان الثدي طوال شهر تشرين الأول

الشيخة فاطمة تطلق أولى حملات الإنسانية لعلاج النساء في السودان