أمسية في الشارقة

إضاءات على ملامح التجديد في الشعر الشعبي السعودي، وقراءات لنماذج من قصائده التي تعكس أغراضاً متنوعة، شكلت بمجملها، مضمون أمسية أدبية احتفى معها الملتقى الشهري للشعر الشعبي بالشارقة، في قصر الثقافة، أول من أمس، باليوم الوطني السعودي، بحضور عبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة والإعلام، وراشد شرار، مدير مركز الشعر، ولفيف من محبي الشعر، وأدارها الإعلامي راشد القناص.

واستُهلت برامج الأمسية بورقة بحث للناقد والباحث السعودي عبد اللطيف الوحيمد، بعنوان «مظاهر التجديد في الشعر الشعبي الحديث في المملكة العربية السعودية»، إذ شخّص ورصد فيها المظاهر اللغوية والفنية والفكرية التي تمظهر بها الشعر السعودي خلال العقدين الأخيرين من الزمن، وطبيعة ما تأثر الشعر الخليجي بمنحاه واقتفى أثره.

مبيناً أن هذه الظاهرة تتمثل في اقتراب الشعر الشعبي النبطي «المثقف» من أبيه الفصيح من الناحية اللغوية والفنية والفكرية، بفضل معطيات العصر الحديث من التعليم العالي والثقافة الفكرية والمعرفة العامة التي يتمتع بها مبدعوه من الشعراء الذين حلقوا في سماء الإبداع، ليصل إلى كل شعوب العالم العربي.

كما أحيت نخبة من شعراء السعوديين، أمسية شعرية، وهم: عايد بن خلف الرشيدي، خالد الزيادي، تهاني التميمي (الأسمي)، دلال القحطاني (غيمة)، إذ قرأوا قصائد متنوعة الأغراض، تفاوتت في مضامينها ودلالاتها الوطنية والاجتماعية والذاتية، معبرة عن جوانب حياة الإنسان في كل أحواله وتطلعاته وتفاعله مع مفردات وأحداث عصره الحياتية.

أجواء إنسانية

وألقى عايد الرشيدي قصائده (يا ذيب، الشعور المر، رعى الله، بنت الأجاويد، الفقيد الحي، التواضع، حمام الدوح)، إذ سافر بالحضور معها في أجواء إنسانية ثرية بانورامية، من خلال ما تضمنته من وصف للمشاعر واقتراب من واقع وتجارب الحياة.

كما تناول خالد الزيادي في قصائده عدداً من الموضوعات الإنسانية المعبرة عن تجربة شعرية، اتسمت بعمق الإدراك لمشاهد حياتية معيشة، كما برزت فيها الصور الشعرية الرمزية وتدفق الوجدان، ومن عناوين قصائده التي ألقاها: تجارب الأيام، الهوى مقتفيها، خاب ظني، مثقال ذرة.