المفكر الروسي اللبناني الأصل سهيل فرح

أكد المفكر الروسي اللبناني الأصل، سهيل فرح، عضو أكاديمية التعليم الروسية والأستاذ في فلسفة العلوم والحضارات والأديان فى جامعتى لبنان وموسكو، والمرشح لجائزة نوبل للسلام، أن الثقافة تنقذ الانسان ويمكنها أن تلعب دوراً مهماً في درء كافة أنواع التعصب والتطرف، بين حملة الخطابات الدينية أو الأيديولوجية أو الفكرية أو الفلسفية المختلفة.

وقال فرح في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الاثنين، إن "الثقافة بمفهومها الشامل هي أساس القيم التي تجسد الضمير الوجداني والجمالي للإنسان، وما أقصده أن الثقافة المرتكزة على القيم التي تعكس وجدان الشعوب وابداعاتها وجمالاتها يمكن لها أن تحارب كافة أشكال وأنواع التطرف".

وأشار إلى الآليات التي يمكن لها أن تروج للثقافة من خلال الكتاب والتليفزيون والإذاعة والسينما والمسرح والفن التشكيلي، والتربية التعليمية في المدرسة والجامعة ، وفي كل منظومات العمل في التربية الدؤوبة اليومية في الأسرة والشارع والحزب، وغيرها من كل أنواع وصنوف القول والفعل في الحياة.

وأكد ضرورة أن تكون الثقافة العربية حاضرة دائماً على مستوى القول والفعل ، عندها وفي حال "تذوقها و تبيئها" محلياً بشكل واسع يمكن أن يتجه العالم العربي نحو نقلة حضارية من نوع جديد.

وأوضح سهيل فرح أنه كلما كانت الثقافة حاضرة كلما كان أداء الاقتصاد أنجع، وعن نشأة الفكر المتطرف وكيفية مواجهته، استشهد المفكر اللبناني الروسي بما ذكره هولباخ ،أحد الفلاسفة الألمان، عندما قال"إن الجهل هو أبو الخطايا"، بمعنى أن الانسان كلما كان جاهلاً كلما كان متعصباً، وقد يكون الإنسان عالماً في دينه أو مذهبه أو حتى مهنته وليس عالما في الأديان أو المذاهب أو العلوم أو الأفكار الأخرى، فالإنسان جاهل على الأقل في الفضاءات الثقافية الأخرى أيا كان نوعها.

وأردف:"الفكر المتطرف ينشأ تحديداً لدى الناس والأشخاص الذين يؤمنون بالحقائق المطلقة وأنا أسميها الحقائق المغلقة تأتي من الناس الذين يتشرنقون ويتخندقون في هوياتهم الضيقة وهم عبيد نصوصهم وتربيتهم وتقاليدهم".

وتابع قائلاً:"هناك جانبان، مضيء، منفتح وأخر مظلم، منغلق ، وهناك الجانب الحر الخلاق والجانب الذي ضد كل أنواع الرأي الآخر، الجانب الذي يدعو إلى التماهي والتموضع مع الاخر والجانب الذي يدعو إلى التقوقع ضمن اطار (الغيتو) أو الهوية الضيقة ، وهو عنصر من العناصر الأساسية لنشأة التعصب".

وأوضح أن الانسان عندما يتعصب لا يقبل بفكر الآخر وتصل المسألة عند هؤلاء ليس فقط إلى عدم قبول الفكر والرأي الآخر بل إلى النزاع معه، ومع تراكم النزاعات تتولد الحروب وتتكون العوامل السلبية في الذاكرة التاريخية.

واعتبر فرح أن كل طرف من الأطراف اذا نظر بشكل موضوعي لنفسه يرى أن هناك جوانب هدامة وعوامل سلبية في ذاكرته التاريخية، وهناك أفكار "منمطة" عن نفسه وعن الآخرين.
يشار إلى أنه في موضوعات فلسفة العلوم والثقافات والحضارات والأديان ، أصدر المفكر فرح 23 كتاباً ترجم منها إلى العربية والروسية والانجليزية ، ومن أهم كتبه "الحضارة الروسية.. المعنى والمصير" الذي يحاكي الحضارة الروسية بكل ما تحمله من تاريخ عريق ومن جغرافيا واسعة، وكتاب "حوار وشراكة الحضارات" الذي تم على اساسه واساس غيره ترشيحه لجائزة نوبل للسلام ، فيما ارتبط نشاطه منذ دراسته في جامعة موسكو في مطلع السبعينيات بموضوع حوار الحضارات وقضايا العولمة والمسألة الثقافية في الفكر الفلسفي العربي المعاصر.

ويعد المفكر سهيل فرح أحد أبرز الوجوه الأكاديمية والفلسفية على الساحتين العربية والروسية على مدى العقود الماضية وحاصل على وسام روسيا للصداقة الذي قلده إياه الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف عام 2011، وهو العام الذي تم فيه اختياره شخصية العام في ميدان العلوم في روسيا.

وحصل فرح على الماجستير من جامعة موسكو في الصحافة التلفزيونية ثم ناقش رسالة دكتوراه في فلسفة التاريخ في الجامعة نفسها عام 1984 وحصل على درجة دكتوراه علوم من جامعة نيجني –نوفغورود عام 2001.

وهو عضو مجلس رئاسة المنتدى العالمي الحضاري يالطا، ومنح في 2000 ميدالية بوشكين الدولية وفي 2004 منح وسام الصداقة بين الشعوب.

كما شغل عدداً من المناصب العليا في روسيا كرئيس للجامعة المفتوحة لحوار الحضارات ونائباً لرئيس المعهد العالمي لبيتريم سوروكين ونيكولاي كونرانوف، وعضو مجلس رئاسة المنتدى العالمي للثقافة الروحانية "كازاخستان".

وقــــــــــــــد يهمك أيـــــــــــــضًأ :

إصابة رئيس فنلندا السابق الحائز على جائزة نوبل بفيروس "كورونا"

تعرَّف إلى الروائي أناتول فرانس الحائز جائزة نوبل ١٩٢١ عن مجموع أعماله