الدكتور عبداللطيف الشامسي

أكد سعادة الدكتور عبداللطيف الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا، ان "المعلم" يبقى حجر الزاوية في العملية التعليمية ،وأن مهنة التعليم لا تندثر مهما شهد العالم من تطورات لكن أدوار المعلم تتغير وأدواته تتطور بما يتماشى مع العصر وطبيعة جيل اليوم .جاء ذلك في كلمة امام مؤتمر "التعليم والمستقبل" الذي نظمته جميعة المعلمين بالشارقة برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الفخري للجمعية، وبمناسبة "اليوم العالمي للمعلم " الذي يصادف 5 أكتوبر من كل عام .

وأكد الدكتور الشامسي أن يوم المعلم هو "احتفال بصناّع الأجيال" ، وأن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادتها الحكيمة تضع المعلم دائماً موضع الإجلال والتقدير ، وترسم بتوجهاتها ملامح معلم المستقبل في كل مرحلة من مراحل التطوير، من منطلق ايمانها بدور المعلم في بناء الأجيال ،منوهاً الى تجربته الشخصية وكيف أثر المعلم في شخصيته وفي إثارة شغفه بالمواد العلمية والرياضيات والذي انعكس على دراسته للهندسة وتخطيطه لمستقبله.

وأضاف الدكتور الشامسي أنه في ظل الثورة التكنولوجية الهائلة وتطور مؤسساتنا التعليمية كحاضنات للتقنيات وكذلك الجانب الأهم وهو طبيعة جيل اليوم "جيل الآيباد" الذي يجب أن نعترف باختلافه وامتلاكه لخصائص تفوق الأجيال السابقة، فإن كل هذا فرض علينا إعادة تشكيل ملامح المعلم وإعداده وتمكينه من مهارات العصر ليساهم في إعداد طالب المستقبل.

وأكد أن مهنة المعلم هي موهبة وملكة، ويمكننا من خلال التكنولوجيا تطوير مواهب وقدرات المعلمين وأن نصنع من كل معلم ، معلما جديدا " معلم المستقبل الرقمي" القادر على جعل التعليم ممتعاً بشكل يثير خيال الطالب ويحفزه على الابداع.

ثم استعرض الدكتور الشامسي جانباً من الاستراتيجية الجديدة لكليات التقنية العليا "الجيل الثاني" والتي عكست فلسفة وممارسات جديدة في التعليم من خلال "نموذج التعليم الهجين" الذي حقق الدمج بين الدراسة الأكاديمية والشهادات الاحترافية العالمية بهدف الوصول لمخرجات نوعية تواكب بشكل دائم التطور في المهارات الوظيفية عالمياً، مؤكداً أن "المعلم الرقمي" أساسي في تحقيق هذه الرؤية على ارض الواقع لأنها تعتمد على المهارات التكنولوجية والاحترافية وأهمية تمكين الطلبة منها للابتكار والابداع.

وتابع : نحن اليوم نتحدث عن الثورة الرقمية وما نتج عنها من تطور مذهل في الذكاء الإصطناعي، فالعالم يتحدث عن التحول من اقتصاد قائم على المعرفة الى اقتصاد قائم على الذكاء، وكرؤية مستقبلية للتعليم في كليات التقنية العليا، فإننا نتطلع للاستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل "البيانات الضخمة" الخاصة بكل طالب، وإعداد منهاج دراسي فردي مناسب له بما يمكنه من الحصول على شهادة علمية خاصة تتوافق مع قدراته وتلبي احتياجات سوق العمل.

وقال : أمام كل هذه التطورات التي رسمت لنا صورة مستقبلية لمؤسسات التعليم التي تحتضن التقنيات الحديثة وتسعى لبناء قدرات بشرية معدة بكفاءة للمستقبل، نلمس مدى الحاجة لمعلم رقمي مستقبلي يمتلك الموهبة والقدرة المعرفية والتكنولوجية ليساهم بشكل فاعل في تحقيق رؤى التطوير وبناء طالب المستقبل.