الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي

دعت قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة القلب الكبير المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قادة العالم أجمع للالتزام بواجبهم الإنساني تجاه أقليات مسلمي الروهينغا، ومناصرة قضاياهم كونهم جماعات تعاني من الاضطهاد والتهجير، ينبغي الوقوف إلى جانبهم ومنحهم حقهم في الحياة بسلام وأمان.

وقالت سموها في مقال رأي كتبته بعنوان «مسلمو روهينغا.. اختبار الإنسانية العالمي»: كثيرة هي الخطابات المكتوبة بلغة بليغة تنادي بالإنسانية وتؤكد أننا في العالم أبناء عائلة واحدة يجمعنا مصير واحد، ولا يمكن للبشرية أن تحقق نهضتها المعرفية ورقيها الحضاري من دون الإيمان بهذه الحقيقية، إلا أن القليل من هذه الخطابات يتجسد على أرض الواقع بجهود ومواثيق وخطط عمل تواجه الاضطهاد، وتقف إلى جانب المهجرين واللاجئين وتساعد المحتاجين في مختلف بلدان العالم.

اختبار حقيقي

وأضافت سموها: «اليوم يضعنا مسلمو روهينغا أمام اختبار حقيقي لحجم إيماننا بكل هذه المنطلقات والركائز التي توافقت عليها كبرى بلدان العالم، حيث باتت أعرافاً دولية، فما يشهدوه من اضطهاد وقتل وتهجير يتجاوز لغة الحوار الإنساني وينحاز عن السلام ليتخذ من العداء والتعصب لغة للقتل والتعذيب تقف فيها الأكثرية موقف السلطة من الأقلية وتفرض شروطها وقوانينها بالسكاكين والبنادق.

وأشارت سموها إلى أن أكثر من 120 ألف من مسلمي روهينغا يتركون قتلاهم وبيوتهم وأطفالهم هرباً من الظلم والقهر ولا يسعفهم خيار اللجوء للنجاة بحياتهم، فبعد أن باتوا أمام خياري الموت أو الهجرة لم يعد أمامهم سوى الموت في بلدانهم أو الموت على حدود البلدان التي يهربون إليها.

وأكدت أنه يحتم علينا هذا الواقع أن نتكاتف أفراداً ومؤسسات ومنظمات وبلداناً لنوقف نزيف إخوتنا في الإنسانية وفي الإسلام فنحن مؤمنون بأننا أبناء عائلة واحدة كبيرة في هذا العالم وما يصيب أحد أعضائنا تتداعى له سائر الأعضاء. وأضافت سموها أن صراخ الأطفال والجرحى المهجرين على حدود ميانمار يتحول إلى نداء إنسانية عالٍ، ما يدفعنا للعمل بأسرع ما يمكن لإنقاذ آلاف الأسر فجميعنا اليوم مطالبون بالوقوف إلى جانب العائلات المهجرة بالمساعدات المعنوية والمادية، بما يكفل لهم حياة كريمة حتى يفض النزاع وتهدم فكرة الأكثرية وعلاقتها بالأقلية.

أولوية

ولفتت سموها إلى أن ما يجري على أراضي ميانمار لا يتعلق بمنظمات حقوق الإنسان والمنظمات العاملة على مساعدة اللاجئين ومتضرري الكوارث الطبيعية وغيرها وإنما يتعدى ذلك ليشكّل أولوية لدى كل بلدان العالم وقاداتها، فما يجري لمسلمي روهنيغا كارثة إنسانية سيوثق التاريخ الإنساني موقفنا منها ولن يكون لها انعكاس على ميانمار وما يجاورها بقدر ما سيكون لها أثر على المستوى الدولي.