فيروس كورونا

يوم تلو الآخر، يكتشف الأطباء تطورات جديدة لفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، الذي أودى بحياة نحو 292 ألف شخص وأصاب ما يقرب من 4 ملايين و272 ألفاً حول العالم حتى الآن.

في البداية، عَرِف الأطباء أنَّ الأعراض الأكثر شيوعاً بين المصابين هي الحمى والالتهاب الرئوي ومتلازمة الضائقة التنفسية الحادة، لكن أحد أكثر الأمور المثيرة للقلق، الآن، هو هجوم الفيروس على بطانة الأوعية الدموية ما يؤدي بدوره إلى تخثر دم غير طبيعي.

وأبلغ أطباء يعالجون مرضى "كوفيد- 19"، مؤخراً، أن الفيروس يصيب مرضاه بجلطات الدم والفشل الكلوي والتهابات القلب والمضاعفات المناعية.

كما أبلغ آخرون عن سكتات دماغية غير معتادة في المرضى الأصغر سناً، إضافة إلى الانسداد الرئوي وهو الاسم الطبي لجلطات الدم في الرئتين، وفقاً لتقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

ويقول الدكتور شون فينجر، رئيس قسم جراحة الأوعية الدموية في مستشفى "جود ساماريتان" بمركز "ويستشيستر" الطبي، إن خدر الساقين والشعور ببرودة فيهما من التطورات الخطيرة للإصابة بفيروس كورونا، وقد تتسبب في وفاة ما بين 20% و50% من المصابين.

ويضيف: "يبدو أن فيروس كورونا يخلق استجابة التهابية تؤدي إلى الإصابة بهذه الجلطات، وهذا يحدث بسبب الفعل المباشر للفيروس على الشرايين نفسها".

أما سكوت براكنريدج، الأستاذ المساعد في فريق جراحة الرعاية الحادة في كلية الطب بجامعة فلوريدا، فيقول إن هذا المرض يحاول إظهار نفسه بطرق مختلفة.

ويوضح: "في بعض الأحيان يكون له آثار خطيرة على قدرة المريض على التنفس، وفي أحيان أخرى يبدو أنه مرتبط بتطور فشل في أحد أعضاء الجسم، والآن يرتبط بالآثار المناعية لدى الأطفال".

ويشير إلى أن الصورة حول فيروس كورونا المستجد لا تزال مربكة جداً وتحتاج وقتاً لفهمها جيداً.

بدوره، يقول الدكتور أورين فريدمان، المسؤول عن رعاية مرضى "كوفيد- 19" في وحدة العناية المركزة في مركز "سيدارز سيناي" الطبي في لوس أنجلوس: "يبدو أن الفيروس يرتبط بجلطات الدم".

ويتابع: "يبدو أن (كوفيد- 19) يؤثر مباشرة على الأوعية الدموية التي تتغذى من خلالها كل أعضاء الجسم، ما يعني أن الفيروس يؤثّر على الجسم كله".

وظهر مؤخراً مرض مرتبط بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، وهو متلازمة الالتهابات المتعددة للأطفال.

وأبلغت ولاية نيويورك عن 52 حالة مصابة بهذه المتلازمة حتى الآن بين مرضى "كوفيد- 19".

وتقول لجنة من أطباء الأطفال المعروفة باسم (International PICU-COVID-19 Collaboration) إن هذه المتلازمة تتميز بالحمى المستمرة والالتهاب وضعف وظائف عضو واحد أو أكثر من أعضاء الجسم وأعراض أخرى تشبه الصدمة.

وتوضح الدكتورة ماري بيت سون، أخصائية أمراض الروماتيزم بمستشفى بوسطن للأطفال، أن بعض الأطفال المصابين بكورونا تظهر عليهم أعراض صدمة وبعض ملامح مرض "كاواساكي"، في حين يظهر على أطفال آخرين أعراض "عاصفة السيتوكين".

ويسبب داء "كاواساكي" تورماً في جدران الشرايين متوسطة الحجم في الجسم بالكامل، ويصيب الأطفال بشكل أساسي، بالتهاب الشرايين التاجية التي تمد عضلة القلب بالدم.

ويقول أطباء إن هذه المضاعفات قد يكون سببها استجابة جهاز المناعة المعروفة بـ"عاصفة السيتوكين"؛ إذ يبالغ جهاز المناعة في مقاومة الفيروس، وحيث إن هذه الأمراض التهابية يمكن أن تتسبب في ظهور أمراض مثل "كاواساكي".

ويشير أطباء إلى إن العلاجات المختلفة قد تساعد في السيطرة على الأعراض المختلفة المرتبطة بـ"كوفيد- 19"، وربما تساعد مخففات الدم في السيطرة على التخثر غير المعتاد، بينما قد تساعد حاصرات المناعة في السيطرة على عاصفة السيتوكين.

وأخيراً من بين الأعراض الغامضة المرتبطة بعدوى فيروس كورونا المستجد هي "أصابع قدمي كوفيد"؛ إذ يبلغ بعض المصابين عن أصابع قدمين متورمة بلون أحمر أو أرجواني.

ويؤكد الأطباء أن الجلطات الدموية الصغيرة التي ترتبط بفيروس كورونا، هي السبب في حدوث هذا العرض.

قد يهمك ايضا 

5% فقط من الإسبان مصابون بكورونا

نصف المتعافين من COVID-19 لم تنشأ لديهم مناعة دائمة