القضاء على مرض شلل الأطفال

 استضافت أبوظبي اجتماعا لقادة المبادرة العالمية لاستئصال مرض شلل الأطفال لمناقشة التقدم الذي أحرزته المبادرة وبحث المعوقات التي تواجهها لا سيما وأنها أوشكت على القضاء على مرض شلل الأطفال بالكامل.

حضر الاجتماع ممثلون عن الدول المتأثرة بمرض شلل الأطفال وقادة من المؤسسات الشريكة للمبادرة بما في ذلك منظمة الصحة العالمية واليونيسف ومركز مكافحة الأمراض بالولايات المتحدة الأمريكية ومنظمة الروتاري العالمية ومؤسسة بيل وميليندا غيتس.

كانت القمة العالمية للقاحات قد انعقدت في أبوظبي خلال العام 2013 تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وبمشاركة بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة وبيل غيتس الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميليندا غيتس حيث تعهدت الجهات المانحة في القمة آنذاك بما في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة بمبلغ 14.7 مليار درهم للقضاء على مرض شلل الأطفال دوليا .

وقال الدكتور حامد جعفري مدير عمليات وأبحاث مرض شلل الأطفال ومنظمة الصحة العالمية " لقد أوشكنا بفضل شركائنا والجهات الدولية المانحة والتي تتضمن دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والبنك الإسلامي للتنمية على استئصال مرض شلل الأطفال بشكل كامل من على وجه الأرض ".

ولفت إلى أن قارة أفريقيا شهدت خلال الأشهر القليلة الماضية تطورات مهمة حيث لم يتم تسجيل أي حالات إصابة جديدة بمرض شلل الأطفال منذ أغسطس الماضي وشارفت القارة بأكملها أن تكون خالية من هذا المرض لا سيما في نيجيريا التي كانت واحدة من الدول الثلاث المتبقية في العالم التي واصلت تسجيل حالات إصابة جديدة بهذا المرض إذ لم يتم تسجيل أي حالة جديدة منذ يوليو 2014 .

وأضاف " أما على مستوى منطقة الشرق الأوسط فقد شهدنا ارتفاعا في حالات الإصابة بمرض شلل الأطفال في العام 2013 مما هدد بتقويض جهودنا الرامية للقضاء على هذا المرض ولكن يبدو أن هذا الارتفاع في عدد الحالات الإصابة المسجلة قد انحسر وتمكنت الطواقم الطبية فيما ت عد واحدة من أصعب المهام الإنسانية على مستوى العالم من تحصين ما يزيد عن 20 مليون طفل في سبع دول مختلفة عدة مرات ضد مرض شلل الأطفال والحد من انتشار هذا الفيروس في حين تواصل المنظمات العاملة في الدول المتأثرة بهذا المرض وتدعم خدمات التحصين التي تقدمها للسكان المعرضين للإصابة بمرض شلل الأطفال وحمايتهم" .

وأشاد الدكتور جعفري بمساهمات الجهات المانحة .. وقال " كانت مساهمات والتزام كل من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزارة التنمية والتعاون الدولي بدولة الإمارات عنصرا أساسيا في دعم الجهود الرامية لمكافحة مرض شلل الأطفال في كل من سوريا ومنطقة القرن الأفريقي " .

وأضاف " لا شك أن دولة الإمارات كانت ولا تزال شريكا أساسيا لنا من خلال تقديم الدعم المالي واللوجستي في الدول المتأثرة ففي باكستان تساعد دولة الإمارات في عملية الوصول إلى الأطفال في المناطق الأكثر صعوبة التي لم تتمكن فرق المطاعيم من الوصول إليها سابقا كما تعمل الإمارات عن كثب مع قادة المجتمع المحلي بهدف زيادة مستويات ثقة الأفراد ببرامج التطعيم " .

وأفاد الدكتور جعفري أن باكستان وأفغانستان هما الدولتان الوحيدتان في العالم اللتان سجلتا حالات إصابة جديدة خلال العام الجاري .. مشيرا إلى أن باكستان في الوقت الراهن تعد أكبر مصدر للخطر أمام المساعي الرامية لاستئصال مرض شلل الأطفال على مستوى العالم ففي العام الماضي وحده استأثرت باكستان بأكثر من 85 في المائة من إجمالي حالات الإصابة بالمرض في العالم فيما ارتبطت معظم الحالات الإصابة المسجلة في أفغانستان بجارتها باكستان .. مؤكدا على ضرورة أن ينجح البلدان معا في هذه الجهود من أجل إبادة مرض شلل الأطفال بشكل مستدام " .

يذكر أن المبادرة العالمية لاستئصال مرض شلل الأطفال التي تأسست في العام 1988 عقب إصدار الجمعية العامة للصحة العالمية لقرار استئصال شلل الأطفال ساعدت بالتعاون مع شركائها دول العالم في تحقيق تقدم كبير في حماية سكان العالم من هذا المرض الخطير.