الفيلم: Oblivion إخراج: جوزف كوزينسكي خيال علمي | الولايات المتحدة 2013 تقييم: (3*) (من خمسة). قبل سنوات أربع بدا أن المخرج الجديد جوزف كوزينسكي وصل إلى نقطة النهاية في مهنته كمخرج بعد فيلم واحد من انطلاقها. حقق «إرث ترون» الذي فشل نقديا و - الأهم - تجاريا وكبّد ديزني خسارة كبيرة. لكن الرجل يقف على قدميه مجددا ويعود إلى سينما الخيال العلمي المزوّدة، بكثافة، بعالم من المؤثرات البصرية. شيء يبدو أنه يريد المضي به والتخصص فيه.النتيجة هي أفضل حالا من تلك السابقة. حكاية اقتبسها المخرج من رسومات كوميكس وضعها بنفسه وعمد إلى اثنين من الكتّاب لتحويلها إلى سيناريو. تدور أحداثها سنة 2077 بعد سنوات من دمار القمر (نصفه طار) ما أدى إلى دمار مماثل للأرض التي هاجر بعض سكّانها إلى كواكب بعيدة فساد حكم جائر على من بقي فيها يواجهه بعض المتمرّدين الذين يحلمون باستعادة الأرض وتجاوز المحن الجيولوجية والمعيشية. كل هذا بعد حرب طاحنة بين عدّة فرقاء من بينهم مخلوقات غريبة الشكل (تبدو كما لو كانت كرات من حديد).بطل الفيلم، جاك هاربر (توم كروز) لديه أحلامه أيضا وهي تنقله إلى آخر أيام الأرض كما نعرفها اليوم، لكنه موظف ومحارب فضائي يقوم بجولات تفقدية للأرض لإصلاح مركبات معطوبة. حين يواجه تلك المخلوقات الغريبة يستنجد بشريكته فيكا (أندريا رايزبوروف) التي تطلب المساعدة من النظام الحاكم الذي يرسل سريعا آلات تدمير طائرة لإنقاذه. لا يعلم جاك شيئا عن حقيقة الأمور ومساراتها. إنه موظف لذلك النظام وفي خدمته لكن هذا إلى أن يلتقي بالمتمرّدين البشر (يقودهم مورغان فريمان) وبامرأة تدّعي إنها كانت زوجته (الأوكرانية أولغا كوريلنكو التي شوهدت في «إلى العجب» لترنس مالك) فيقع في حبها ما يثير غيظ فيكا التي تكشف ميوله إلى النظام الذي، بدوره، سيحاول القضاء عليه خصوصا بعدما تأكد له أن جاك هاربر بات متعاونا مع المتمردين. هناك الكثير من الحسنات البصرية في هذا الفيلم ليس منها فقط حركة طيران الآلات القتالية وأشكالها، بل أيضا فكرة تلك المراكز السكنية المخصصة لأمثال جاك وفيرا: منزل على ارتفاع شاهق لا يمكن الوصول إليه إلا بالطائرة المستقبلية كتلك التي يجول بها توم كروز طوال الوقت.لكن في حين أن لا أحد يطلب من ممثلي الفيلم الاستعداد لمباراة فنية، فإن كروز يواجه مهمّته هذه بجدّية واضحة. في المقابل تتبدّى أندريا رايزبوروف كأسوأ ما يمكن لفيلم، حتى من هذا النوع الترفيهي، أن يحصده من أداءات. الفيلم يبدأ أفضل مما ينتهي إليه. الفكرة الجيّدة تبدو ممطوطة في النصف الآخر والفراغات كبيرة بين حدث وآخر.* توم كروز القرن الحادي والعشرين * منذ أن لعب توم كروز بطولة «عينان مغلقتان باتساع» (1999) زاد ارتباطه بسينما مستقبلية. في الواقع فيلم ستانلي كوبريك ذاك كان أول إطلالة لكروز على ذلك النوع من الأفلام. بعده شوهد في «تقرير الأقلية» (2002) و«حرب العوالم» (2005) وكلاهما لستيفن سبيلبرغ، وحاليا هذا الفيلم. في مستقبله «اسمنا آدم» و«أبطال» وهو انتهى من تصوير علمي - خيالي آخر هو «كل ما تحتاجه هو القتل».