بعد مرور ثلاثين عاما على هروبها من ايران، تعود المخرجة ناهد بيرسون سرفيستانى إلى زملائها من الناشطين السياسين الذين لم يحالفهم الحظ بالقدر الكافى لتجنب السجن، وتروى تفاصيل هذه الفترة القاسية من حياتهم من خلال فيلمها «ثورتى المسروقة» الذى عرض منذ ايام فى المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية بمهرجان لوس أنجلوس السينمائى. وعلى الرغم من أن فيلم «ثورتى المسروقة» لم يفز بأى جائزة فى المهرجان، فإنه لفت الأنظار وحاز على إشادة الكثير من النقاد ووسائل الإعلام، وآخرها ما نشرته مجلة هوليوود ريبورتر فى تقرير خاص عن الفيلم وقصته، فوصفته بأنه يعتبر شهادة مروعة من السجناء السياسيين السابقين. وتدور قصة الفيلم حول ناهد بيرسون مخرجة الفيلم الشابة اليسارية والتى لم تكن بلغت العشرين عاما بعد عندما هزت الثورة الإسلامية بلدها الأم ايران حتى النخاع، ولكنها كانت قادرة على الهروب من الإجراءات الصارمة الواقعة على المعارضين، وقامت باللجوء إلى السويد، ولكن لم يحالف الحظ شقيقها فى الهروب مثلها وألقى القبض عليه وأعدم فى السجن. وفى اطار بحثها عن معلومات حول أيامه الأخيرة، ومعاناتها لشعورها بالذنب لنجاتها فى حين أن شقيقها لم يستطع، وجدت خمسة من زملائها الناشطات وكلهم من النساء، وقامت بتسجيل ذكرياتهن عن هذه الفترة والتى تعرضن فيها للتعذيب كأسرى لنظام آية الله. وقامت المخرجة بدعوة هؤلاء النساء الناشطات وهن يعشن فى أجزاء مختلفة من اوروبا إلى منزلها لقضاء بضعة ايام معها للحديث قبل بدأ التصوير، وفتح ضيفاتها قلوبهن ليعبرن عن تأثرهن بهذه الفترة والتى عاش فيها معظمهن ما يقرب من عشر سنوات بسبب انشطتهن السياسية، فمنهن من تعرضن للاغتصاب وأخريات قضين أشهرا معصوبات العينين، وتذكرن تفاصيل التعذيب والروائح والزنازين الضيقة وأصوات الإعدام رميا بالرصاص مرتين فى الأسبوع على الجانب الآخر من الجدار. ويلقى الفيلم أيضا الضوء على ما تعنيه مثالية الشباب، ويشير إلى أن الشيوعيين والإسلاميين قاتلوا جنبا إلى جنب ضد دكتاتورية الشاه، ولاحظت المخرجة بأسى كيف أن الاسلاميين كانوا منظمين بشكل افضل. والفيلم كما جاء فى التقرير به مادة قوية داخل بنية إشكالية، وعرض بمهرجان لوس انجلوس بينما تجرى الانتخابات الرئاسية فى ايران جعله يحصل على اهتمام متزايد خصوصا لدى من يهتمون بقضايا المرأة وحقوق الإنسان. وأشار التقرير أيضا إلى أن الفيلم كان يمكن أن يكون أفضل إذا ألقى الضوء بشكل أقرب على ما يفعله هؤلاء الناشطون الآن، وكيف عاشوا حياتهم فى السنوات التى تلت محنة السجن، على الرغم من شعور اغلب من شاهدوا الفيلم بأن بعضهم لايزال مهتما بالأوضاع فى إيران والمشاركة السياسية، والفكرة الأهم التى ركز عليها الفيلم ويشعر بها المشاهد هى أن المخرجة ناهد بيرسون حاولت من خلاله الحصول على معالجة لشكوكها الشخصية، وإيجاد إجابات عن أسئلتها وهو بالفعل ما نجحت فيه من خلال الوقت الذى قضته مع النساء الخمس وعثرت على الإجابات التى تحتاجها بحسب قولها.