تناول الفيلم الوثائقي "روح 45" للمخرج البريطاني كام لواش الذي عرض أمس الثلاثاء بالجزائر تجربة اشتراكية في ديمقراطية من اجل إعادة بناء بريطانيا جديدة. و تناول هذا الفيلم الوثائقي (94 دقيقة) الذي عرض ضمن المسابقة الرسمية للطبعة الرابعة لمهرجان الجزائر الدولي للفيلم الملتزم التحولات في بريطانيا ما قبل وما بعد الحرب العالمية الثانية و مرحلة إعادة البناء. و ابرز كان لواش بالدرجة الأولى من خلال شهادات ظروف البريطانيين قبل الحرب حيث كانت الليبرالية المتطرفة تقتل الشعب ببطء جراء المجاعة و الأمراض و الفقر و جهاز صحي صعب البلوغ. و خلال الحرب انضم حزب العمال البريطاني إلى التحالف الوطني إلى جانب وينستون تشرشل حيث سمحت هذه التجربة للحزب بتسجيل كل الفرص التي يتيحها التضامن الوطني و اقتصاد الحرب. و في جويلية 1945 تحصل حزب العمال على الأغلبية الساحقة في الانتخابات لتبدأ حكومة كليمون آتلي مخطط تأميم و في هذا الصدد عاد الفيلم الوثائقي إلى المسار الطويل لمسار التأميم و تجهيز المستشفيات و تطهير إطار حياة البريطانيين. و بعد أقل من خمس سنوات من نهاية الحرب العالمية الثانية نجح الحزب بعد مساومات طويلة مع القطاع الخاص في تأميم "الاحتكارات الطبيعية للدولة" المتمثلة في قطاع الصحة و النقل و التزويد بالطاقة و المناجم. و من خلال هذا المسعى أدرك العمال الذين اكتشفوا الضمان الاجتماعي أنهم "أصبحوا يتحكمون في حياتهم". كما انه تم تصور إعادة بناء مدينة لندن و مناطق أخرى تضررت من قصف القوات الجوية النازية من اجل ضمان رفاه المواطن البريطاني و في نفس الوقت القضاء على بؤر الأمراض و الأماكن المضرة للصحة. و رغم معالجته لفترة بعيدة من الزمن إلا أن هذا الفيلم الوثائقي يبقى شاهدا على إمكانية التحالف بين الأيديولوجيات السياسية و كذا على الفرص التي يتيحها السكان لدولة تتمكن من توحيد القوى من اجل مصلحة الجميع. و ستتواصل فعاليات الطبعة الرابعة لمهرجان الجزائر الدولي للسينما التي افتتحت يوم الخميس الماضي إلى غاية 26 ديسمبر بمشاركة ثمانية أفلام طويلة و أحد عشر فيلما وثائقيا في المنافسة الرسمية بقاعة الموقار.