عرض مركز خليل السكاكيني بمدينة رام الله مساء الجمعة فيلم سرقة الكتب الكبرى الذي يروي حكاية أكبر سرقة ثقافية شهدها التاريخ حين قام جيش الإحتلال في الأشهر الأولى لقيام الدولة العبرية بحملة تفتيش لمنازل فلسطينية هجر أصحابها بالقوة باحثين عن كتب عربية لسرقتها وإثراء المكتبة القوميةوالجامعية الإسرائيلية بها. يكشف الفلم الذي أخرجه اليهودي المقيم بهولندا "بيني برونر" واستغرق انتاجه 5 أعوام تفاصيل سرقة إستمرت أكثر من ستين عاماً للإرث الثقافي الفلسطيني نهبت اسرائيل خلالها قرابة ال78 الف كتاب 30 الفاً منها من مدينة القدس، و حوالي 48 الف كتاب من المدن الفلسطينيةالأخرى، وأشار الفلم أن 8 آلاف كتاب لا يزال يحمل ملصقاً عليه الحرفان "إيه بي Abandoned Property -- أملاك متروكة"، بينما تمت إزالة الملصق عن أكثر من 20 ألف كتاب آخر لمحو مصدره وسرقته. يعتمد الفيلم الذي يعرض للمرة الأولى في رام الله، دراسة أعدها الباحث الإسرائيلي غيش عميت تبين له خلالها أن موظفي "المكتبة القومية" رافقوا جنود الإحتلال وجمعوا الكتب والصحف من منازل الفلسطينيين خاصة بالقدس ويافا وحيفا خلال عام 1948. ويعرض الفلم لشاهدات حية لعدد من المفكرين الإسرائيليين والفلسطينين، يتحدثون خلالها عن قيمة الكتب التي سلبتها اسرائيل طوال الفترة الماضية. ويقول عميت في دراسته التي قدمها الفلم "إنه بينما يدعي الإسرائيليون أنهم قاموا بجمع الكتب لإنقاذ ثقافة ومنعاً لإتلاف هذه الكتب القيّمة يعتبر الفلسطينيون ما حصل عملية نهب للثقافة الفلسطينية". يخلص الفلم الى ارتكاب إسرائيل مجزرة ثقافية خلال النكبة وبعدها بسرقة هذا العدد الكبير من الكتب، متسائلاً عن الطريقة التي من الممكن ان يستعيد الفلسطينيون من خلالها الحق المسلوب.