الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية

اعتبر الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن رؤية الإمارات الاستباقية في مكافحة التطرف والإرهاب بدأت مبكرًا، وكانت محل تقدير دولي، كما حيا وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، على تصريحه، الذي أشار فيه إلى أن النظام القطري لا يستطيع البقاء أسبوعًا واحدًا بدون حماية القاعدة الأميركية له.

وفي تغريدتين له على موقع "تويتر"، الخميس، قال قرقاش "في مؤتمر مكافحة تمويل الإرهاب في باريس بمعيّة الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، جهود الإمارات في ملف التطرّف والإرهاب سباقة، ورؤيتها حول هذا الخطر محلّ التقدير دولياً". وأضاف أن "مكافحة الإمارات للتطرف والإرهاب بدأت مبكرًا وعبر قراءة واضحة لأبعاد هذا الخطر، واستشراف في محله، تبعته خطوات متدرجة ومدروسة ساهمت في حماية المجتمع والوطن، وهو الموقف الذي عزز موقع الإمارات الإيجابي في المحافل والمنابر الدولية".

ووجه قرقاش تحية إلى الجبير بقوله: "الأخ عادل الجبير صاحب الملاحظات الدقيقة الثاقبة، منطق القاعدة والحماية التي ستسمح باللعب على التناقضات ولىّ، الأمن أساسه الجار والمحيط، والغدر به والتآمر عليه عزَل قطر وجعلها عرضة للابتزاز السياسي والمالي. ملاحظة الجبير في محلها".

وفي حوار مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية على هامش مشاركته في المؤتمر الدولي حول مكافحة الإرهاب في باريس، الخميس، دعا الدكتور قرقاش إلى ضرورة مواصلة الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب والتوصل إلى رقابة أكبر على "المال الخاص" الذي يمول التطرف، مؤكداً أن الإمارات متقدمة جداً في مواجهة التنظيمات المتطرفة، ودعا مختلف الأطراف، بما فيها الدول الغربية، إلى توسيع نطاق مكافحة الإرهاب؛ لما هو أبعد من التمويل، ليشمل دعاة الكراهية. كما شدد على أن دول الخليج اليوم هي في موقع أفضل لمكافحة تمويل الإرهاب، معتبراً هذه النقطة هي أحد محاور خلافاتنا الرئيسية مع قطر.

ورداً على سؤال حول جهود الدوحة في ما يتعلق بمكافحة تمويل الإرهاب، قال قرقاش: "نعم ولا تدرك قطر أنها تواجه ضغوطًا من جيرانها، فقدمت تعهدات؛ لكن عليها أن تحترمها. وفي الفترة الأخيرة، نشرت قطر لائحة بأسماء ممولي الإرهاب، لكننا رأينا رئيس الوزراء يحضر زفاف نجل أحد الممولين الرئيسيين لهذه الظاهرة؛ ولذلك لا يجب أن تستغل قطر مؤتمر باريس مناسبةً للعلاقات العامة، للتظاهر بأنها أوفت فعلاً بالمطلوب منها".

وتابع وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن دول الخليج العربي ربما لم تقدر خطر الظاهرة الإرهابية بما يكفي في البداية، حين استفاد الإرهابيون من أحداث مثل حرب أفغانستان والثورة في إيران؛ من أجل التأثير على الخطابات العامة. وقبلت دول عدة هذا الخطاب؛ ولكن تغير المشهد حالياً، واختفت المناطق الرمادية التي يمكننا التسامح فيها مع الإرهاب؛ دفاعاً عن بعض القضايا.

الجماعات المتطرفة مثل "الإخوان" المسلمين الذين استغلوا هذا الغموض، هي في موقف ضعيف؛ ولكن هذا لا يعني أننا ربحنا الحرب على الإرهاب؛ ولكننا حالياً في موقف أفضل. وأشار قرقاش إلى أننا في الإمارات العربية المتحدة تشددنا باكراً على أن تشمل الحملة على الإرهاب هذا الشق المالي؛ لتجفيف منابع الأموال التي تصل إلى الإرهابيين؛ ولكن المعركة تشمل أيضاً رداً على مضمون الرسائل المتطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي. كما لفت إلى أن تحالفات الإمارات ضد الإرهاب أكثر قوة؛ ولكن على الجميع مواصلة الجهود، ولهذا السبب يكتسب هذا المؤتمر، الذي يعالج تمويل التطرف بمعناه الواسع، أهميةً كبرى.