محكمة جنايات الشارقة

لم يعلم بطل القصة أن المشاعر الصادقة غير كافية للوصول إلى المحبوب، بل لابد من اتخاذ الأسباب الحسية للوصول إلى هدفه لا سيما إذا كانت المسافات شاسعة بين المحبين تقتضي سفر آلاف الأميال، وإجراءات متبعة تعبد طريق المحبين للقاء المنشود، يبدو أن هذه الترتيبات لم تخطر ببال الآسيوي الذي حاول كسر كل القوانين المتبعة والأعراف ليسافر دون جواز سفر أو حتى تذكرة طيران للقاء محبوبته وعقد قرانه بها، فصدق مشاعره لم تشفع له باختصار المسافات، بل جرته إلى أروقة المحاكم باعتباره تجاوز منطق القانون، واتبع منطق غرامٍ غير مضمون الجانب.

فقد نظرت محكمة جنايات الشارقة قضية شاب آسيوي يبلغ من العمر 25 عامًا تسلق سور مطار الشارقة الدولي، وقفز إلى المنطقة المخصصة لهبوط وإقلاع الطائرات المحظورة على غير العاملين، حيث تم رصده من خلال كاميرات المراقبة والقبض عليه، ولم يكن بحوزته أوراق ثبوتية أو تذكرة طيران، ليتبين لاحقًا أن كفيله رفض إعطاءه جواز سفره، ليعود إلى بلده والاستقرار فيها مع الفتاة التي يحبها.

وقال المتهم الذي مثل أمام الهيئة القضائية برئاسة القاضي محمود أبكر: إنه أراد التسلل إلى المطار من أجل السفر والعودة إلى وطنه، بعد أن قدم استقالته وباءت جميع محاولاته بالفشل من أجل الحصول على جواز سفره، الذي كان مع جهة العمل التي تكفله.

من جهته ذكر المتهم أنه تسلق سور المطار وهو يعلم أنه يدخل منطقة «ممنوعة» آملًا في أن يتم ترحيله بعد أن فشل في الحصول على جواز سفره، حيث يعمل مهندسًا مدنيًا في إحدى الشركات الخاصة، وقدم استقالته بشكل رسمي وتم رفضها كون المسؤول على علاقة وطيدة بأسرته، التي شددت على عدم عودة الابن وخسارة فرصة العمل في الدولة، وقال المتهم إن جواز سفره بيد كفيله، ورفض أن يعطيه إياه أكثر من مرة، مشيرًا إلى أن ما فعله كان رغبة منه في المغادرة، ولم يجد وسيلة أخرى.

وعن سبب رغبته الجامحة في العودة لبلده ذكر أنه مرتبط بفتاة هناك، ويود العودة من أجل الزواج بها بعد أن يحصل على موافقة والديه اللذين يرفضان، وأشار إلى أنه ينتظر حكم المحكمة كي يغادر ويحقق حلمه، فيما حجزت المحكمة القضية للحكم يوم 19 من الجاري، ومنحت المتهم فرصة لتقديم مذكرة دفاعية.