غضب يمني في مناطق الجنوب

منذ أيام و"الحراك الجنوبي" يحشد الأهالي ظناً منه انه المرفأ الاخير لفك الارتباط مع الشمال، لتأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن، بمعنى انه يتم الحديث عن حدث تاريخي سيكون , لكن هذا الحدث يتم استخدمه لأغراض واهداف لا يعلمها الا الراسخون في السياسية. فحشود يوم أمس الأحد في ساحة العروض كانت كبيرة, لكن ليست بالحجم الذي يتحدث عنه المجردون من المهنية , في زمن اصبح الحشد يتحدث عنه خيار الشعب فيما لا يمثل سوى 10% من قوام محافظات الجنوب وأقل.

ويقول مهتمون بالقضية الجنوبية إن الحشود خرجت عن القضية وتحولت الى شخصية وعناد فقط , بدليل ان محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي ما ان فقد منصبة الا وعاد الى الشارع ,

لكن في ظل توليه المنصب وبقائه فيه متناسيًا الشارع والشعب , ولم يلتفت اليه الا بعد ان تمت إقالته. ويرى محللون ان الوضع في الجنوب يجري التلاعب بأوضاع الناس ومصيرهم تحت مسمى فك الارتباط متناسين ان عمر الوحدة 27 عامًا ,اضافه الى القفز على القيادات التاريخية التي قادة الزخم التاريخي ولم تفرط حتى اللحظة بالقضية ولم تسقط تحت المغريات او المناصب , وظلت لصيقة بهموم الناس ومعاناتهم , لكنها اصبحت هامشية وبرزت قيادات جديدة , فالمجلس الانتقالي ولد قويا لكن قيادته اضعفته لأنها تتناقض , ولم تعرف وجهتها , وبقيت حبيسه الاهداف. 

اليوم في عدن اكتفى الناس بالحشود وحمل الاعلام متصورين انه اليوم الاخير الذي سيأتي بالحلم الكبير في استعادة الدولة , فمثلما كان يخطب هاتفيا بالجوال الجماهير علي سالم البيض يخطب اليوم عيدروس الزبيدي , ولافرق بين موال الامس واليوم.

كانت تشتبك فصائل الحراك بالأيدي , ويتكرر المشهد اليوم من خلال محاولة القيادي بالحراك صلاح الشنفرة الصعود للمنصة وإلحديث , لم يحدث ذلك فالاقصاء حاضرًا حتى في صفوف الحراك فقد تم ركلة , والاعتداء عليه حسب الانباء التي وردت ومنعه من قبل اعضاء المجلس الانتقالي , بمعنى ان هذا سيصنع فجوة جديدة وخلافات مستقبلاً , قد تعصف بمستقبل المجلس وتقتله بالمهد .

ويتساءل الكثيرون لماذا تم اقصاء مؤسس الحراك الأول عبده المعطري الذي انطلق بجمعية المتقاعدين العسكريين, وكانت الثمرة الأولى للانطلاق , واخرين كانوا يناهضون الظلم في اصعب الظروف امثال حسن باعوم وصلاح الشنفرة وخالد مسعد وناصر النوبة. هذه القيادات كانت استثناء في المجلس الانتقالي. فمن خلال فعالية اليوم كشفت مصادر ان هناك تهميشًا متعمدًا للقيادات الحقيقية للحراك التي رفضت ان تكون جزءًا من السلطة , من قبل قيادات اصبحت جزءًا من السلطة وتتاجر بهموم ابناء الجنوب من اجل نفع شخصي, مكنها الرئيس هادي والتحالف واصبحت تتمرد على القرارات

. وتضيف المصادر انها بعد ان فقدت مصالحها عادت تستنجد بالشارع وتتحدث عن القضية والجنوب الذي غاب طوال مكوثها في السلطة .

ويقول محللون ان الوضع في الجنوب يتجه الى العاطفة والحشد وغرس الكراهية اثرت سلباً على القضية الجنوبية, واصبح الحديث عن التنظير حاضراً والفعل الخدمي والتوعوي غائباً , فهناك المؤيد بالفطرة والرافض بالحكمة.

ويشير سياسيون ان ذلك التصرف الأخير خدم الانقلابيين والرئيس المعزول صالح  حتى انه اطل بخطاب يتحدث عن  ان الارتداد عن الوحدة اشبة بالارتداد عن الاسلام .