الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن التسامح ليس فقط كلمة نتغنى بها بل لابد أن يكون لها مؤشرات ودراسات وسياسات وترسيخ سلوكي في مجتمعنا، لنصون مستقبله ونحافظ على مكتسبات حاضره.

وأضاف سموه في كلمته الافتتاحية للتقرير السنوي للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية 2017: «نحن لا يمكن أن نحيا ونرتقي إلا بالأمل، وإذا فرطنا بالأمل نكون قد فرّطنا بالمستقبل وبأي فرصة لنا لاستعادة مجد أمتنا العربية».

وتابع سموه: «نسعى لتحويل حب الخير إلى عمل مؤسسي مستدام وتغيير مجتمعي ملموس وفرق حقيقي في حياة الناس». ورصد التقرير السنوي للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية حجم العمل الذي يتضمن إرسال أعضاء المدينة 855 شحنة إلى 80 بلداً حول العالم بقيمة تقدر بنحو 85.6 مليون درهم.

تطورات

ومن جانبها قالت حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، سمو الأميرة هيا بنت الحسين، سفيرة الأمم المتحدة للسلام رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، في كلمة لها في التقرير: «يسرني أن أطلعكم على أبرز تطورات المدينة على كافة الأصعدة، بدءاً من الإنجازات التي تحققت وحتى الخطط المستقبلية، وذلك في الوقت الذي نستقبل فيه جميعاً عاماً جديداً مليئاً بالأمل».

وأضافـــت: «وإذ أني أنتهز هذه الفرصة لأؤكد أن المدينة العالمية للخدمات الإنسانية ستبقى أبداً ملتــزمة بتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجـــلس الــوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في الارتقاء بإمارة دبي بوصفها مركزاً للعمل الإنساني في خدمة أعضائها، ومن هذا المنطلق يُســعدني أن أرحب بالأعضاء الـ12 الجدد الذي انضـمّوا إلى مدينتا العام الماضي، لنواصل بذلك مسيرة النمو مع الهيئات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية وشركات القطاع العام تحت سقف واحد».

تحديات

وقالت سموها: «لقد شهدنا خلال عام 2017 الكثير من التحديّات على صعيد العمل الإنساني، وفي ذات الوقت شهدت المدينة نفسها العديد من التغيرات الداخلية والفرص المتجددة، إذ قمنا خلال العام بتسيير 20 شحنة جوية وشحنتين بحريتين مُحملة بأكثر من 3893 طناً مترياً من المعونات الإنسانية بقيمة 18 مليون دولار أميركي، والتي ساهمت في تخفيف معاناة السكان المنكوبين في 14 دولة، من بينها بنغلاديش وهايتي وسيراليون والصومال والعراق، بالإضافة إلى ذلك قمنا بمراجعة القوانين والأنظمة الخاصة بالمدينة لإعفاء المنظمات غير الحكومية من رسوم إيجار المساحات المكتبية، فضلاً عن توسيع مساحات التخزين وإطلاق مبادرات جديدة مثل: الأستوديو المتحرك وبنك البيانات اللوجستية للخدمات الإنسانية».

وختمت سفيرة الأمم المتحدة للسلام رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية كلمتها في التقرير قائلة: «إن التحديات الإنسانية الماثلة أمامنا لا تزال هائلة سواءً بسبب الكوارث الطبيعية أو الحروب أو أزمات الروهينغا، ومع ذلك فإنني متفائلة بعام 2018 بسبب الإنجازات التي حققناها العام الماضي، والتي أثبتت ما يمكننا تحقيقه عندما نتضامن وتتحد رؤيتنا وجهودنا».

ثقة

ومن جانبه قال جوسي سابا، المدير التنفيذي للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية: «فيما نطوي صفحات 2017، أودّ بداية أن أعرب عن خالص امتناني لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وإلى رئيس مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية الأميرة هيا بنت الحسين، وإلى أعضاء مجلس الإدارة على ثقتهم بي عندما عيّنوني في العام الماضي مديراً تنفيذياً للمدينة، إذ يستحيل تحقيق العديد من الإنجازات في 2017 لولا دعمهم الثابت ومساهماتهم وتوجيهاتهم خلال اجتماعات مجلس الإدارة».

وأضاف: «اتفقنا في الاجتماع العام لأعضائنا السنة الماضية على أن نصبّ اهتمامنا على أعضـــاء المدينة وشركائها لأننا فقط من خلالهم يمكن أن نصل إلى السكان الأكثر حاجة وتضرّراً كي نخدمها على نحــو أفضل، سمعنا اقتراحاتكم ورغبـــاتكم وتوصياتكم، وقد أظهرتم لنا أهمية الانتماء والشراكات داخل المدينة، ومما لا شك فيه أن النتائج التي حققناها لا تنبع من تجربتي الشخصية في المجال الإنساني بل هي ثمرة تضافر هذه الجهود للعمل معاً واستكمال بعضنا بعضاً عوضاً عن المنافسة».

وأكد جوسي سابا أن المنظمات والوكالات والأعضاء كلها متساوية من حيث الأهمية، فكل واحدة منها تركز على مجال معين، سواءً كان متصلاً بعمليات ما بعد الطوارئ أو بالتنمية أو بالإغاثة الإنسانية أو التجارة، وعلاوةً على ذلك يسعدنا دائماً أن نرحّب بمؤسسات القطاع الخاص والشركات التجارية، خصوصاً تلك التي تستحدث حلولاً مبتكرة للتحديات الإنسانية التي يواجهها العالم اليوم.

جسر جوي

وتطرق التقرير إلى الجسر الجوي إلى بنغلاديش الذي انطلق بداية أكتوبر الماضي بأوامر من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي وجه في ذاك الوقت بتسيير جسر جوي يربط بين دولة الإمارات العربية المتحدة وبنغلاديش لنقل مساعدات إنسانية إلى اللاجئين الروهينغا.

وكانت نتيجة الجهود 13 رحلة لنقل 1700 طن من مواد الإغاثة تصل قيمتها إلى نحو 4.5 ملايين دولار أميركي، أي ما يعادل 16.3 مليون درهم.

عمليات الإجلاء

وتم إجلاء 50 شخصاً من أفغانستان بالتعاون مع المنظمة الألمانية للتعاون الدولي، لاسيما أن المساحة المفتوحة في مكاتب المدنية العالمية للخدمات الإنسانية تتسع لـ30 محطة عمل لاستضافة عاملين في مناطق خطرة في حال دعت الحاجة إلى إجلائهم.

كما تطرق التقرير إلى مبادرة بنك البيانات اللوجستية للخدمات الإنسانية الذي أعلنت عنه حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم سمو الأميرة هيا بنت الحسين، سفيرة الأمم المتحدة للسلام رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، خلال القمة العالمية للحكومات 2017، بعد جهود متواصلة في العام عينه من قبل فريق المدينة لتطوير المشروع مع عدد من المنظمات الإنسانية الأعضاء في المدينة، بدعم من وزارة الصحة ووقاية المجتمع وجمارك دبي.

أهمية البنك

وبحسب ما جاء في التقرير بخصوص أهمية البنك فإن العاملين في المجال الإنساني لا يملكون أيّ بيانات دقيقة عن المعلومات التي يتم إرسالها عالمياً وتلك المتوافرة في مخازن مختلف المنظمات من مواد إغاثة أساسية كالأدوية والمواد الغذائية والمأوى وما إلى ذلك، وستسمح لوحة القيادة للمنصة بتحديد المساعدات والأصول الإنسانية المتوافرة مسبقاً في المراكز الإنسانية التي تديرها الأمم المتحدة أو أجهزة حكومية وغير حكومية، ما يوفر خرائط موثوقاً بها، كما تقدم صورة واضحة عمّا هو متوافر وقيد الإرسال في مختلف الجهات استجابة لحالات الطوارئ، وبالتالي يسمح بنك البيانات بتجنّب ازدواجية الجهود وجعل الاستجابة أكثر فعالية من حيث التكلفة والكفاءة.

استجابة

ويهدف بنك البيانات إلى تزويد المجتمع الإنساني بأداة مخصّصة للتأهّب لحالات الطوارئ والاستجابة لها، هي عبارة عن منصّة لقاعدة بيانات مشتركة تمكّن من معالجة المعلومات حول المساعدات والأصول الإنسانية في الوقت الحقيقي على المستوى المحلي والدولي.
 
أكبر مركز إنساني لوجستي في العالم

أسّس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في عام 2003، لتصبح السلطة الأولى والوحيدة لمنطقة حرّة مستقلة إنسانية غير ربحية، ويشكل أعضاء المدينة مجتمعاً يتألف من وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظّمات إنسانية ومنظمات حكومية دولية بالإضافة إلى شركات تجاريّة.

وتبنّت المدينة أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وتعمل المدينة على تعزيز التأهب لحالات الطوارئ والقدرة على الاستجابة من خلال دعم التعاون بين المنظمات الإنسانية والقطاع الخاص، حتى غدت أكبر مركز إنساني لوجستي في العالم.

وتقدم المدينة العالمية خدمات متنوعة أبرزها التسجيل، والحضور الإعلامي، والترخيص، ودعم الشراكات، وتسهيل التأهب لحالات الطوارئ والاستجابة إليها وعمليّات الإجلاء، والتنسيق مع جميع الأعضاء من أجل استجابة فعالة لحالات الطوارئ، وتأمين عدد من الرحلات الجوية لنقل المساعدات وإجلاء الموظفين وتوفير مركز لاستضافة العاملين في المجال الإنساني بعد عملية إجلائهم من مناطق الخطر.

قوة في العمل الإنساني

قالت حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، سمو الأميرة هيا بنت الحسين، سفيرة الأمم المتحدة للسلام رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية: «إن الإنجازات الحقيقية تحققت بفضل أعضاء المدينة، ولذلك فإني أقدر لكم عملكم الدؤوب لإحداث فرق في حياة الكثير من الناس حول العالم، وأشكركم على المشاركة في العديد من المعارض والجولات التي شهدناها هذا العام، خاصة خلال زيارة كل من السير بيتر كوسغروف الحاكم العام لأستراليا، ومارك لوكوك نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إذ أصبحنا نشكل مع بعضنا بعضاً قوة عظيمة في العمل الإنساني وأصبحنا عنصراً أساسياً في منظومة الاستجابة الإنسانية العالمية».