وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو

أبدى وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو، رغبته في استئناف جهود تعزيز العلاقات مع برلين، بعد لقاء استمر أكثر من ساعة بين وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل ونظيره التركي جاويش أوغلو في مدينة غوسلار، مسقط رأس غابرييل في ولاية سكسونيا، وقام أوغلو بزيارة شخصية إلى نظيره الألماني، بعدما فعل غابرييل الشيء ذاته في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، حين كان يقضي عطلته الصيفية في أنطاليا مسقط رأس جاويش أوغلو.

وقال غابرييل بعد اللقاء إنّه "قررنا إنعاش الحوار الاستراتيجي لوزارتي خارجيتنا، وسننصح وزيرا الاقتصاد بإعادة تحريك اللجنة الاقتصادية الألمانية- التركية المشتركة بعد توقف طويل عن العمل"، واكتفى جاويش اوغلو بالقول إن «ألمانيا وتركيا دولتان تفتخران بنفسها، ولا تخضعان إلى ضغوط من الخارج».

وتابع: «بغض النظر عن الخلافات في وجهات النظر، تهدف الزيارة إلى بحث تحديث اتفاق الوحدة الجمركية مع الاتحاد الأوروبي»، علماً أن ألمانيا هي الشريك التجاري الأول لتركيا في الاتحاد الأوروبي، وأنشأت 6800 شركة من شركاتها فروعاً في تركيا.

وقررت الحكومة الألمانية الصيف الماضي التخلي عن نهج الاعتدال التي مارسته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وحذر وزير خارجيتها غابرييل المواطنين حينها من السفر إلى تركيا للسياحة، والاقتصاديين من الاستثمار فيها، بسبب تزايد غضب برلين من اعتقال صحافيين وعاملين ألمان من أصل تركي في مجال حقوق الإنسان، وأيضاً بسبب إدراج تركيا 680 شركة ألمانية على لائحة أصدرتها، وهي خاصة بداعمي الإرهاب. وحينها اتهم الرئيس التركي أردوغان المستشارة أنغيلا مركل بـ «اعتماد وسائل نازية» في تعاملها مع بلاده.

ولا يزال سبــعة مواطنين ألمان أو من أصل تركي مســـجونين في تركيا، علماً أن الوضع تحسن قليلاً خلال الأشهر القليلة الماضية، بعدما أطلقت السلطات التركية بوساطة نفذها المستشار السابق غيرهارد شرودر مع أردوغان وبعلم وتفويض من برلين، العامل في مجال حقوق الإنسان بيتر شتودتنر، ما سمح بعودته إلى ألمانيا.

ثم أطلقت أنقرة الصحافية ميساله تولو، من دون أن تسمح لها بمغادرة تركيا. ولا يزال الصحافي من جريدة «دي فيلت» الألمانية دنيس يوغل يقبع في سجن انفرادي في تركــيا مـــنذ أكثر من سنة من دون توجيه أي اتهام له.