طارق محمد عبدالله

حولت ميليشيات "الحوثي" الانقلابية شكوكها القائمة، بشأن مصير نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل، علي عبدالله صالح، وقائد حمايته الخاصة، إلى إعلان رسمي بأنه على قيد الحياة ومطلوب أمنيا لها، رافضة بذلك الاعتراف ببيانات نشرها المؤتمر الشعبي العام عن مقتله مع "عمه" في صنعاء أثناء قتالهما ضد الحوثيين.
ووزعت ميليشيات "الحوثي" منشورات تتضمن صورًا للعميد طارق محمد صالح في العاصمة صنعاء، وعنونتها بعبارة "المطلوب أمنيا المنافق/طارق محمد عبدالله صالح"، وطلبت من السكان الإبلاغ عن مكان اختبائه.
وتحفظ قياديان رفيعان في حزب الرئيس الراحل (المؤتمر الشعبي)، عن التعليق حول هدف ميليشيات الحوثي من توزيع هذه المنشورات وحقيقة ادعائها بأن من تعتبره "عدوها الأول" مازال على قيد الحياة.
وأبدى القياديان – اشترطا عدم ذكر هويتهما لدواعٍ أمنية - خشيتهما من استخدام ميليشيات الحوثي لتلك الذريعة في استمرار اقتحامات المنازل ونهبها، والاختطافات والتصفيات الممنهجة ضد قيادات وكوادر المؤتمر الشعبي والقيادات العسكرية والأمنية الموالية للرئيس الراحل وأقاربه.
غير أن أحد هذين القياديين أشار إلى أن شكوك ميليشيات الحوثي حول مصير العميد طارق صالح، تستند إلى أنها لم تر "جثته" نهائيا، ولديها يقين من أنه "على قيد الحياة"، وعن رأيه في ذلك، باعتباره أحد المقربين من عائلة الرئيس الراحل، رفض القيادي المؤتمري الإفصاح بوضوح عن مصير العميد طارق صالح، مكتفيا بالقول "لا تستبعد ذلك، لكن الحوثيين يستنزفون جهدهم في المكان الخطأ ولن يعثروا عليه"، في تلميح إلى أنه ما زال بالفعل على قيد الحياة، وقد يكون في مناطق خارج سيطرتهم.
صورة وزعتها ميليشيات الحوثي لطارق صالح كمطلوب أمني
وتواترت الأنباء مؤخرًا أن قائد حماية الرئيس الراحل ونجل شقيقه، لم يقتل رفقة عمه في الانتفاضة الشعبية التي دعا إليها مطلع الشهر الجاري، وعزز ذلك عدم نشر أي صور تؤكد ذلك، ما فتح الباب واسعًا أمام التكهنات والتساؤلات حول مصيره الذي ما زال مجهولا حتى الآن.
وتعتبر ميليشيات الحوثي، العميد طارق صالح "العقل المدبر" لجميع تحركات الرئيس الراحل، والمطلوب "رقم واحد"، ووضعته في قائمة أهدافها منذ توتر العلاقات بين شريكي الانقلاب في أغسطس/آب الماضي، قبل إعلان فض الشراكة نهائيا، وصولا إلى قتلها للرئيس السابق صالح في منزله بصنعاء.
وتتخوف من ظهوره لقيادة تحرك عسكري جديد ضدها والانتقام لمقتل "عمه"، خاصة لما عرف به من حنكة عسكرية وشجاعة في مواجهتهم، واستمرت ميليشيات الحوثي في تنفيذ عمليات دهم المنازل في صنعاء لكل أقارب الرئيس الراحل وأنصاره وبشكل عشوائي أيضا، وسط تنقيب وبحث شديد وراء العسكري الأبرز في الانتفاضة الشعبية ضدها التي اندلعت في الثاني من ديسمبر/كانون أول، العميد طارق صالح، ووسعت عمليات بحثها باتجاه المناطق المحيطة في صنعاء.