فيروس كورونا

فرض فيروس كورونا المستجد - لعنة العالم الجديدة - واقعًا مغايرًا على ملايين البشر حول العالم، وألزمهم بالتواجد في منازلهم طيلة الوقت، حتى العمل في زمن "كورونا" يكون عن بُعد، في مصر تسبب الفيروس في زيادة مطالب تطوير خدمات الإنترنت في مصر، بعدما لجأ كثيرون نتيجة انتشار الوباء إلى العمل عن بُعد من المنازل والتعليم عن بُعد. وقال خبراء اتصالات ونواب في البرلمان إن تطوير خدمات (الإنترنت) يدعم منظومة الحكومة المصرية لـ(التحول الرقمي)، خاصة أن النظام التكنولوجي العالمي، سيتغير بالكامل، عقب انتهاء أزمة فيروس «كوفيد - 19». وأعلن «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري»، في سبتمبر (أيلول) الماضي، «تخصيص 7.8 مليار جنيه في موازنة 2020 - 2019 لمشروع تحديث البنية المعلوماتية والمحتوى الرقمي للدولة».


وقال الدكتور مقبل فياض، خبير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمصر، إن «الدولة المصرية كانت أساساً تتجه لـ(التحول الرقمي)، لأن الاتجاهات العالمية تسير نحو هذا الاتجاه، بتقديم الخدمات الحكومية والتعاملات البنكية عن طريق (الإنترنت)، فالدولة وضعت خطة في هذا الشأن من قبل، وما سرّع بها هو ظهور فيروس كورونا»، مضيفاً أن «التحول الرقمي خطوة إيجابية لا بد أن تحدث، والآن الشركات العالمية تُنجز أعمالها (أون لاين)، وهو اتجاه سيكون سائداً في المستقبل؛ لكنه سيكون وفق طُرق مراقبة معينة لجميع العاملين في هذه الشركات، وتطبقه أيضاً أغلب المدارس والجامعات في العالم عبر الدراسة من خلال شبكة الإنترنت».


وتقدم النائب طارق متولي، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب (البرلمان)، أمس، بسؤال لرئيس مجلس الوزراء، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بشأن كيفية استغلال أزمة الفيروس في النهوض بخدمات «الإنترنت». وقال متولي إن «الأزمة دفعت العالم لاستخدام (الإنترنت)، مما يستوجب أن تكون هناك استراتيجية لتهيئة البنية التحتية في المستقبل، وتعظيم الاستفادة منها في جميع القطاعات والخدمات بشكل عام»، مضيفاً أن «العالم أجمع يعتمد على (الإنترنت) في الحصول على الخدمات والتداول، وأصبح (الإنترنت) المتنفس الوحيد للمواطنين على مستوى العالم، ومصر قطعت شوطاً كبيراً في تحسين الخدمات، ورغم وجود بعض الملاحظات؛ فإن هناك جهوداً قوية» تُبذل في هذا المجال في البلاد. من جهته، أكد النائب أحمد بدوي، رئيس لجنة الاتصالات والتكنولوجيا بمجلس النواب، أن «أزمة الفيروس تُعد أول تجربة حقيقية لتطبيق منظومة (التحول الرقمي) بمصر، من خلال عقد معظم اجتماعات العمل سواء في الحكومة أو المحافظات عبر الفيديو كونفرانس»، مشدداً في تصريحات سابقة على أن «الدولة كادت تنتهي من التوصيلات الخاصة بالألياف الضوئية، وهي التي ستساعد وتقوي خدمة (الإنترنت) وسرعته». وأكد الدكتور مقبل فياض أن «خدمات الإنترنت تتطور نتيجة الحاجة، بغض النظر عن وجود بعض القصور، والذي يتمثل في بطء سرعتها»، لافتاً إلى أن «الاعتماد على توصيلات (الفيبر) في المحافظات هو الحل، ومن دونها لن تُقدم خدمات تعليمية أو صحية (أون لاين) بشكل جيد». وتابع أنه في حال نشر «الفيبر» الذي يتكون من ألياف ضوئية «سنصل لأقصى سرعة للإنترنت» في مصر، موضحاً أن الاستخدام يتم حالياً عبر كابلات نحاسية وهي مُكلفة وعرضة للسرقات المتكررة، ما يؤدي إلى قطع الخدمة.

قد يهمك ايضا 

وفاة رئيس الوزراء الليبي الأسبق محمود جبريل في القاهرة بسبب كورونا