سلمت سورية قبل ظهر الأحد، دفعة ثانية من قتلى عملية تل كلخ ضمت جثامين ثلاثة لبنانيين، وفلسطيني واحد، من مخيم نهر البارد، هذه العملية التي ذهب ضحيتها عدد من اللبنانيين ما زال عددهم يتراوح بين 11 و14 شخصًا من مناصري الثورة في سورية ومن أبناء قرى عكار وطرابلس قضوا قبل 3 أسابيع في كمين للجيش السوري, وبذلك تكون القوات السورية قد سلمت جثث ستة لبنانيين وفلسطيني واحد من أصل المجموعة كاملة. ونقلت سيارات إسعاف تابعة للمديرية العامة للأوقاف الإسلامية، قرابة العاشرة والنصف (بتوقيت بيروت)، الجثث الأربعة من الداخل السوري وبعد التثبت من العملية على الحدود اللبنانية ـ السورية نقلت الجثامين إلى طرابلس حيث تسلمت كل من عائلة محمد الأيوبي جثته في محلة أبي سمراء فيما تسلم ذوو أحمد نبهان جثته في طرابلس. بعدما تسلمت عائلة محمد الحاج (الفلسطيني الجنسية) جثة ابنها عندما توقف الموكب في البداوي وتابع موكب الجثامين في اتجاه مدينة طرابلس. كذلك، أنزل أهالي وأصدقاء بلال الغول الجثمان في منطقة البداوي واتجهوا به سيرًا على الأقدام في اتجاه جامع طينال، وهم يرددون شعارات التكبير وأخرى منددة بالحكومة السورية. وسيصار إلى الصلاة على الجثامين كل في مكان سكنه بعد صلاة العصر ومن ثم سيواروا الثرى في جبانة عائلاتهم باستثناء الفلسطيني الحاج الذي سيوارى الثرى في مخيم البداوي. وكانت الاستعدادات قد اكتملت باكرا عند نقطة العريضة الحدودية بين لبنان وسورية حيث جرى استقبال جثامين الضحايا الأربعة من مجموعة تل كلخ وهم: محمد الأيوبي، احمد نبهان، بلال الغول والفلسطيني محمد الحاج. وقد بكر الأمن العام اللبناني وقوى الأمن الداخلي والجيش اتخاذ سلسلة من التدابير الأمنية المشددة في الوقت الذي حضر مدير العلاقات العامة في دار الفتوى ممثلا مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، ووفد من مشايخ دار الفتوى برئاسة الشيخ شادي المصري،وأمين فتوى طرابلس، الشيخ محمد إمام والمشايخ: رائد حليحل، سامر شحود، بلال حدارة، توفيق الافيوني، وائل شبارو، ويشرف على الوضع الأمني المقدم خطار ناصر الدين ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم. كما حضر أيضًا عضو لجنة المتابعة و الناطق باسم ضحايا مجموعة تلكلخ الشيخ محمد ابراهيم إلى نقطة العريضة لمواكبة عملية تسليم الجثامين. كما وصل بشكل مفاجىء عند التاسعة إلا ربعا من صباح الأحد (بتوقيت بيروت) إلى نقطة العريضة الشيخ السلفي أحمد الأسير قادمًا من صيدا على رأس وفد من المشايخ يرافقه الفنان فضل شاكر، وانضموا جميعا إلى عائلات الضحايا. وعقد اجتماع في مقهى إلى جانب الطريق عند نقطة العريضة، ضم وفد دار الإفتاء، الشيخ الأسير، الناطق الرسمي باسم عائلات الضحايا الشيخ محمد ابراهيم والمشايخ اعضاء وفد دار الافتاء. وقبل ساعات قليلة على عملية التسليم كانت المدفعية السورية قد قصفت قرابة منتصف ليل السبت – الأحد بقذائف معدودة محيط بلدات حكر جانين والنورا والدبابية عند الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير، مصدرها الجانب السوري. ونقل عن عدد من المواطنين أن أعيرة نارية من رشاشات ثقيلة قد طاولت بلداتهم ومحيط معبر العريضة الذي شكل محطة رئيسية في تسليم الجثث العائدة من تل كلخ، مصدرها المواقع السورية المقابلة من دون الافادة عن أي اصابات حتى الآن.