لم تمنع الأمطار الشديدة والرعد المتظاهرين في السويس من الاحتجاج والتظاهر في ميدان الأربعين في المحافظة، للمطالبة بتحقيق أهداف الثورة، وإعلان إسقاط النظام. حيث توافد المئات من المتظاهرين والمصلين، عقب صلاة الجمعة، على ميدان الأربعين في ما أطلق عليه "جمعة الخلاص"، والتي دعا إليها الكثير من الأحزاب السياسية والقوى الثورية، لاستكمال تحقيق أهداق الثورة، والمطالبة بإسقاط النظام، وبحقوق شهداء الحرية منذ قيام الثورة وحتى الآن. وطالب المشاركون في الوقفة بإسقاط حكم المرشد، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، ولجنة لتعديل المواد الخلافية في الدستور، وإزالة آثار الإعلان الدستوري الصادر في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وإقالة النائب العام، وتشكيل لجنة قضائية للتحقيق في سقوط الشهداء والمصابين في الأحداث الأخيرة، ومحاسبة المسئولين عنها، وإخضاع جماعة "الإخوان المسلمين" للقانون، وإلغاء حالة الطوارئ في مدن القناة، بينما طالب الشباب منهم بإسقاط النظام تمامًا. وتقدمت المحتجين لافتاتٌ كبيرة كتب عليها "ثورة شعب ضد الإخوان – أين القصاص؟"، ورفع المشاركون في الوقفة لافتات عدة تطالب بإسقاط حكم الإخوان وحكم المرشد. واحتمى المتظاهرون باللافتات وأعلام مصر من الأمطار الغزيرة التي تشهدها محافظة السويس، بينما تجمع النساء وكبار السن تحت مبنى "قصر الشوق" حتى يهدأ الجو. بينما تحرك الشباب في مسيرة تحت الأمطار في شوارع السويس لإعلان رفضهم للنظام، والمطالبة بإسقاطه، معلنين أن الدكتور محمد مرسي رئيس "فاقد الشرعية"، وحمل المشاركون في المسيرة " الأكفان"، وهم يتجهون إلى مبنى ديوان عام محافظة السويس ومقر الحاكم العسكري، والتي شهدت أحداثًا دموية خلال الأيام السابقة. وردد المشاركون في الوقفة هتافات عدة أبرزها "عيش حرية عدالة اجتماعية – الشعب يريد إسقاط النظام - يسقط يسقط مرسي مبارك - يسقط يسقط حكم المرشد - عاوز يأمر واحنا نطيع فاكر إن الشعب قطيع - مصر الثورة مش تكية يسقط حكم البلطجية - عبد الناصر قالها زمان الإخوان ملهمشي أمان - يا إخوان يا مسلمين بعتو دم الشهدا لمين – يا مرسي قول لبديع لا الثورة مش هتضيع – مرسي بيه يا مرسى بيه كيلو العدس بعشرة جنيه"، رافعين لافتات معادية ضد جماعة "الإخوان المسلمين". وفي السياق نفسه، واصل عدد من مشايخ السويس هجومهم الحاد على الليبراليين والعلمانيين في خطبة صلاة الجمعة، ووصفهم بـ "الداعين إلى الفتنة"، ما تسبب في وقوع عدد من المشاجرت في بعض مساجد السويس، اعتراضًا على الخطبة. وعلى الجانب الآخر، أعلنت مدرية الصحة في السويس رفع درجة الاستعداد القصوى، وإعلان حالة الطوارئ في كل المستشفيات الحكومية في السويس، وفتح اتصال وخط ساخن مع المستشفيات الخاصة، والعمل بنظام 24 ساعة طوارئ، وذلك من أجل التظاهرات. وعلى الصعيد الأمني، أعلنت قوات الجيش حالة الاستنفار الأمني في المنشآت الحيوية والمباني الشرطية كافة، وعلى طول المَجْرَى الملاحي لقناه السويس، وعلى منافذ سيناء، بينما غابت قوات الشرطة عن محيط شوارع السويس.