كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن مصير استئناف مفاوضات الوضع النهائي مع إسرائيل سيتحدد خلال أيام، وأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري حمل مقترحات المتعلقة في استئناف عملية السلام، وأنه في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق يدفع عجلة السلام فإن جميع الخيارات مفتوحة. وقال عباس، في لقاء صحافي نشرته صحيفة "الرأي" الأردنية، الإثنين، "نحن دولة مراقبة في الأمم المتحدة، وهو من أهم الإنجازات التي حصلت عليها الدولة الفلسطينية في السنوات الأخيرة. وتطرق الرئيس الفلسطيني إلى عملية السلام، وإعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن التوصل إلى صيغة اتفاق يتم بموجبها استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مشيرًا إلى وجود خيارات ستقرر وتحفظ حق الشعب الفلسطيني، قائلاً "خيارنا الأول الوصول إلى دولة مستقلة بالتفاوض على الحدود والأمن، وتحديد جدول زمني لهذه المفاوضات، وتأكيد الموقف من المستوطنات بأنها غير شرعية منذ العام 1967، وأن أي اتفاق سيتم التوصل إليه مع الإسرائليين فسيتم إجراء استفتاء شعبي عليه". وأشار عباس إلى أن الولايات المتحدة جادة في التوصل إلى حل سياسي للقضية الفلسطينية، بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مبينًا أن "مسألة اللاجئين ستبحث وفق المبادرة العربية للسلام، بالإضافة إلى الاتفاق على الأمن والحدود والأسرى، وأي حل أمني يجب أن يخرج إسرائيل نهائيًا من الأرض الفلسطينية مع حقها في حفظ أمنها على حدودها بموافقة الدول المجاورة، نريد أن نصل إلى حل الدولتين، وهذه الرؤية موجودة لدى الإدارة الأميركية، ولكننا حتى يومنا هذا لم نحصل على شيء، وكدنا نصل إلى اتفاق مع رئيس الوزراء السابق ايهود أولمرت لكن بين لحظة وأخرى سقط الرجل سياسيًا وجاء رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتياهو وتعطلت مسيرة عملية السلام". وأكد رئيس "السلطة الفلسطينية"، أن "الكونفدرالية أو الفدرالية غير مطروحة مع الأردن، فنحن شعب واحد في دولتين، وقد تجاوزنا كل ما يتعلق بالوطن البديل إلى غير رجعة، ولا توجد هجرات فلسطينية إلى الأردن مطلقًا، فصمود شعبنا ندعمه بكل الأشكال، وأن العلاقات مع الأردن ممتازة، وأن التنسيق على أعلى مستوياته والأردن أكثر طرف يدعم مواقفنا وينسق معنا، والملك عبد الله الثاني يدعمنا بكل طاقاته ويسخر كل أجهزة الدولة لخدمة القضية الفلسطينية"، فيما أشاد عباس بالعلاقات الأخوية التي تربط الشعبين الفلسطيني والأردني، والدعم اللامحدود من الملك عبدالله للقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى التنسيق والتشاور المستمر بين القيادتين الفلسطينية والأردنية، والذي يدعم المواقف الفلسطينية في كل المحافل الإقليمية والدولية. وقال عباس، إن الشرعية الفلسطينية بدأت في التآكل، ولابد من إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ووطنية وتجديد شرعية السلطة الوطنية الفلسطينية، ونعاني الموقف العربي العام فيما يُسمى بالتطبيع مع إسرائيل، والذي يدفع باتجاه عدم زيارة أراضي فلسطين، بحجة أن هذا تطبيع مع إسرائيل، إلا أنه في طبيعة الحال هو دعم للاحتلال"، فيما قدر الرئيس الفلسطيني موقف الأردن الداعم لفلسطين من خلال الزيارات المتكررة إلى أراضي فلسطين من مختلف المستويات الرسمية والشعبية ومؤسسات المجتمع المدني، مضيفًا "تأتينا وفود باستمرار، ولابد من زيارة وفود عربية لنا كدعم لصمود الأهل في بلدهم وهو ليس تطبيعًا، وإنه لو تم فتح السياحة إلى داخل فلسطين لتحسنت الأوضاع الاقتصادية، ولكان الوضع المعيشي أفضل بكثير من الواقع الحالي"، داعيًا إلى أن "يؤدوا ما عليهم تجاه فلسطين لدعم صمودها، وتحسين وضعها الاقتصادي والمعيشي".