قال وزير الخارجيّة نبيل فهمي إنّ مطالبات الشّارع المصري تؤثّر في السّياسة الخارجيّة، وأضاف "مسؤوليتنا ألا ننعزل عن الشّعب المصري، الذي يريد أن أثبت له في أي خطوة أنه مؤثر في أي قرار تتخذه مصر والقرار أصبح ذا استقلالية الآن.  وأوضح وزير الخارجية، خلال ندوة نظمتها وزارة الخارجية ومجلس السياسة الدولية، مساء الأحد، إن الدور المصري خارجيًا تقلّص كثير في الـ20 عامًا الماضية، إذا تم مقارنته بالـ 20 عامًا التي تسبقهم، مشيرًا إلى أن المبادرات الموضوعية التي طرحت في الـ20 عامًا الماضية كانت قليلة على المستوى الملائم لمصر، واعتمادنا على الغير كان مبالغا فيه والاعتماد على العنصر الخارجي كان غير متوازن.  وتابع الوزير نبحث عن رؤية مصرية إيرانية ولم نحدد بعد هذا الموقف، وإن أساس الخارجية الأميركية مرآة للسياسة الاقتصادية الأميركية وتعتمد على المكسب والخسارة والحسابات ونحن بالنسبة لنا ندخل في سياسة المصالح مع الاحتفاظ بخصوصية الموقف المصري الإقليمي. وأضاف الوزير من يقول إنه لا تغيير بعد ثورتين غير واقعي وأمين، فالشعب خرج مرتين للمشاركة في تحديد مستقبله.  وأوضح الوزير أنّه لا تستطيع أن تقوم مصر بالريادة بقوة التاريخ أو بالقوة الاقتصادية أو حتى بالقوة العسكرية، والريادة القادمة هي الريادة بالمثل أي أن أعطي مثالا جيدا للدولة المصرية وعلى المدى الطويل يعيد لي الريادة مرة أخرى، ويجب أن يستقر الوضع الداخلي.  وأشار فهمي إلى أن الأمن الخليجي يجب أن يكون مرتبطًا بشكل أوسع بالأمن العربي، ويجب أن يتم دعم المصالح المباشرة.  وشدد الوزير على أن التأثير فى أفريقيا سيتم بمنطلق تعاونى وليس بمنطلق المواجهة، وقال نأمل أن تستقر الأمور فى جنوب السودان والوضع مقلق للغاية ونتابع الموضوع.  واستطرد فهمي إن موضوع المياه لن يُحَلَّ أمنيا وقضية المياه تحل بنظرة تعاونية شاملة نحافظ فيها على الحقوق ونتفاعل نحو إيجاد حلول تحقق التطلعات والطموحات والطلب الأساسى لدول حوض النيل مرتبطة بالتنمية وهناك حاجة لضبط استخدام المياه وإذا لم ندخل بمنظور تعاوني لم نجد مياه كافية للمستقبل.  وأكد الوزير أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق مع إثيوبيا والسودان ومازالت المفاوضات جارية حتى عقد الاجتماع الثلاثى الثالث فى 4 و5 يناير المقبل، قائلا إن نظرتنا تؤكد أن يكون هناك مصلحة مشتركة للتعاون دون التنازل عن حقوقنا أو تجاهل حق لنا ولا بديل غير التعاون على المدى الطويل.  وبسؤاله عن توسع نشاط الإخوان المسلمين في أفريقيا وتدخل بعض الدول في القارة في الشأن المصري، قال نبيل فهمي لا نحبّذ ولا نرحب بالتدخّل الخارجي وندرس كل حالة بحالتها، صوتنا غير مسموع في أفريقيا بشكل كاف، والصورة الأخرى غير متاحة مهما حاولت السفارات، لأن المحطات الإذاعية لم تنتشر في أفريقيا مما يؤثر في الرأي العام، ولا يعني أن النشاط الإخواني متوسع في القاهرة.  وأعلن الوزير تكليف المسؤولين في الخارجية بعقد اجتماع شهري لرجال الأعمال والقطاع الخاص في وزارة الخارجية، لتعزيز الاستثمارات في مصر.  وشدد نبيل فهمي على أن الأمن القومي المصري هو أن مصر جزء من النظام الدولي، ولن تدخل مصر في أي معارك عسكرية مباشرة مع أي دولة عظمى، وإنما نسعى لتأمين أنفسنا من خلال الانتماء للمنظمات الدولية.