أبوظبي ـ صوت الإمارات
تحت عنوان " نموت ويحيا الوطن " قال الكاتب علي العمودي .. إنه بالأمس شيعت الإمارات شهداء الواجب الذين سطروا بدمائهم الطاهرة الزكية فصلا جديدا من فصول ملحمة وطن يشهد له التاريخ دوما بإجلال ووفاء من الأرض ذاتها التي لطالما هتفوا لها في كل صباح عادوا ليحتضنهم ثراها بحنو وفرح وفخر واعتزاز.
وأضاف العمودي في مقاله اليوم في صحيفة " الاتحاد " .. إن الوطن كان بأسره حاضرا في وداع شهداء الوطن فقد تقاطر أبناء الإمارات من كل مكان ليشاركوا في عرس الشهداء والاحتفاء بأغلى وأنبل وأشرف الرجال الذين قدموا حياتهم فداء لراية ولقيادة الإمارات ونهج ورسالة الإمارات تحف بهم الدعوات والابتهالات أن يسكنهم الله الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والوفاء لتضحياتهم الجليلة المشرفة.
وأشار إلى أنه رغم المصاب الجلل ومرارة الفقد وفداحة الخسارة كانت تغمر الجميع مشاعر الفخر بالانتماء لهذا الوطن والاعتزاز والولاء لقيادة وطن حققت للإمارات وكل من تشرف بالانتماء لها وتواجد على أرضها كل مقومات العيش الرغيد الكريم وصنعت ازدهار ورخاء ورفاهية الإمارات وكانت وستظل دوما عونا وسندا للشقيق والصديق.
وقال .. ها هم أبناء الإمارات يعبرون عن معدنهم الأصيل ووفائهم الطيب لبلادهم ولقيادتهم وهم يتدافعون -دون أن يطلب منهم- نحو بنوك الدم للتبرع ويؤكدون للجميع أنهم جميعا فداء للوطن ورهن إشارة القيادة في موقف يتجدد ويتجلى فيه ويسطع معنى البيت المتوحد . موقف أثلج صدر كل من يعز الإمارات وأوغر صدر كل عدو اعتقد أن هذه الخسارة المؤلمة ستزعزع موقفنا الثابت والمبدئي الأصيل في الانتصار للحق أينما كان وهذه المرة من موطن العرب الأول.
وذكر أنه قبل أن تجف دماء شهدائنا الأبرار كانت مقاتلات الإمارات تثأر لهم وهي تدك في قصف متواصل وتصب حممها على مواقع الخونة والانقلابيين الحوثيين وشراذم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وتحيل ليل مناطقهم نهارا من قوة الضربات التي حملت رسالة شديدة الوضوح .. ليست الإمارات من تعود عن مواقفها وتتراجع عن التزاماتها في نصرة الحق وإنقاذ أهلنا في اليمن من براثن الذين أردوا أن يجعلوا منهم مطية لإيران وأطماعها في منطقتنا الخليجية .. وثأرنا لدماء شهداءنا سيكتمل بتحقيق النصر المؤزر وتقديم الطالح وقادة عصاباته ومليشياته أساس الفساد والخراب إلى العدالة جزاء ما اقترفت أيديهم وما تسببوا فيه من سفك للدماء ودمار في أرض اليمن.
وأكد العمودي في ختام مقاله .. أن المجد والخلود لشهدائنا في عليين والخزي والعار للأعداء ولا نامت أعين الجبناء.
** أما الكاتب ناصر الظاهري فقال .. إنه خلال سنوات غير بعيدة ذهب المرحوم الشيخ زايد في زيارة لليمن ورأى الشعب اليمني وما ابتلي به قديما وحاضرا وقال.. لا بد من بناء سد مأرب فاليمن لأهله وأهله له وإن كان ثم شيء يجمع الشتيتين حين ظنا أن لا تلاقيا فهو سد مأرب ومضت سنوات من العمل حتى أبصر الشيخ زايد - طيب الله ثراه- الماء يتدفق بين يديه من ذلك السد وفرح يومها كثيرا وشعر بأن شيئا من مجد العروبة قد حضر الآن كبشارة خير.
وأضاف الكاتب في مقاله اليوم في صحيفة " الاتحاد " تحت عنوان " مأرب الماء.. مأرب الدماء " .. أنه بالأمس روت دماء أبناء الإمارات وشهداؤها أرض مأرب دفاعا عن عروبة مجروحة وسماحة دين موروثة وإخوان لنا تقاسمنا معهم الخبز والملح واليوم تتنازعهم قوى من الشر وقوى من الفساد والأرض مزروعة بأحقاد ماضية وتطلعات حاضرة لوقود حرب الأهل وهي إن دقت طبولها فلن يفرح إلا الشيطان ولن يسكتها الدعاء لذا نحن هناك.. الإمارات في اليمن الخليج بمن شاء ولمن شاء في اليمن لأنها خاصرة وخاصرة توجع وقضمها يعني مثل يوم أكل الثور الأبيض.
وتساءل .. لما لا نتفكر نحن العرب ولا نتعظ نحن أبناء الضاد.. رغم أن أوراق التاريخ ما زالت حمراء بأحداث جسام زلزلت ثوابتنا وغيرت قيمنا وسير حضارتنا لما اليوم الحرب على العرب والعروبة من كل صوب.
وقال الكاتب في ختام مقاله .. شهداء الواجب والشرف.. أبناء الإمارات البررة طريق النصر ونهج الفرح والظفر لا يعبر دون شهداء على جوانبه سواء أجاءت السهام تلو السهام في الصدر أو في الظهر فليس كل الأعداء بمنزلة النبلاء وشرف الميدان ليس متاحا لكل شارد ووارد وثمة جبناء كثر يتسكعون على قارعة الطريق تستهويهم سرقة النصر وثمة رعاديد وهم كثر يتلصصون لمعرفة الغالب الظافر فيهتفون معه غير أن القافلة التي انطلقت حاملة لواء الحزم ستواصل المسير حتى آخر المصير..
من جهتها قالت عائشة سلطان .. نعبر نحن الإماراتيين أياما صعبة لم نختبرها من قبل وعلينا أن نعبرها بأقل قدر من الخسائر وأكبر قدر من التماسك والمعنويات العالية والمتزنة بسلام يجب أن نمر عبر هذا النفق وبقوة علينا أن نكمل الطريق على صعوبته طالما اخترناه وطالما اختارته قيادتنا ولا خيار آخر الوطن كله بكى صباح الجمعة المنصرم والإمارات كلها تحمل اليوم حزنا جارفا في قلبها البعض صامت متحامل على حزنه والبعض يعبر بأقل ما يستطيع من كلمات عن نفسي شعرت بأن قلبي سينفجر بألمه كلما تراءت لي عيون النساء الباكيات والأمهات الساهرات والزوجات الواقفات أمام الصور وخزائن الثياب وأطياف الذكريات والروائح والضحكات والوعود.
وأضافت في مقالها اليوم تحت عنوان " على العهد " نشرته صحيفة " الاتحاد ".. يا أصدقاء مرة إلى اللقاء..والموت مر..الموت اختبار وقدر والذين قتلوا في سبيل الله أحياء عند ربهم يرزقون ذهبوا إليه مكللين بالعز والفخار ذهبوا إليه شهداء ولا موت يشبه موت الشهيد لكن الموت يبقى مرا وصعبا.
وتساءلت .. كم سيحتاج أهل الشهداء إلى الصبر والتكاتف والتعاطف والالتفاف ليعبروا هذه المحنة بسلام لذا فمن المهم والعاجل أن نقوم جميعا بمبادرات إنسانية واجتماعية لنرى هذه العائلات المكلومة مقدار وقوفنا معهم واعتزازنا بالشهداء وأن هؤلاء الرجال الذين ذهبوا في موتهم إلى أبدية الخلود هم أبناؤنا جميعا وإخوتنا وهم جنودنا وشرفنا وعزنا كما أنهم ألمنا جميعا وجرحنا الغائر.
وأعربت عن أملها في إطلاق أسماء الشهداء على الشوارع والمساجد وقاعات مكتبات الجامعات وأن تخصص خطبة الجمعة لإحياء الحادثة وتذكير شباب الوطن بتضحيات رجال الوطن المخلصين وأن تحيي القوات المسلحة الإماراتية تاريخ الحادث - الجمعة الرابع من سبتمبر - في كل عام وفاء للشهداء ولا بأس من تذكير أبنائنا وشبابنا في المدارس بالحادثة باعتبارها رمزا بطوليا جديرا بالاحتذاء والفخر ذلك كي لا تمر هذه التضحية الجسيمة مرور الكرام دون أن نقتبس من نور تجلياتها دروسا وعبرا وخاصة لأبنائنا الذين في أمس الحاجة للقدوة والمثال حيث لن نجد أعظم ولا أطهر من حياة وموت الشهداء لنهتدي ونقتدي بهم.
وجددت سلطان في ختام مقالها .. تأكيدها بأننا سنظل على العهد وسنقتص بالنصر من القتلة وسنحفظ الوطن كما استشهدوا وهم يدافعون عنه لعائلاتهم أدعية الصبر والسلوان وللشهداء المجد والخلود.. ويا وطن حصناك باسم الله.
** وتحت عنوان " أغلى من الأم يا وطن " قال الكاتب محمد البادع في مقال نشرته اليوم صحيفة " الاتحاد " .. ما أصعب أن تكتب عن الموت وعن شهداء الوطن.. فما بالك لو كنت في بلاد غريبة لا تدري ماذا تفعل ولا كيف تتلاحم مع تلك الحشود وتصطف مع تلك القلوب.. تتنقل بين نوافذ الإعلام والتواصل وتهرع إلى الهاتف كل لحظة تتصل بكل من تعرف وتدقق فيما وراء الصوت القادم من أرض الوطن.. ربما تخبرك الرياح بما تريد ربما تشتم في الأصوات بعضا من عطر الوطن وأريج دماء الشهداء الذكية.
وأضاف .. سافرت إلى ألمانيا منذ أيام في رحلة علاج لأمي وللمرة الأولى أعلم أن هناك في الكون ما قد يشغلك عن الأم ويشغل الأم ذاتها.. إنه الوطن الذي فقد / 45 / شهيدا اغتالتهم يد الخسة والنذالة في اليمن ممن يشاركون في عملية إعادة الأمل.. هكذا تتعامل تلك الشرذمة مع من يحاولون مد يد العون لليمن الذي كان سعيدا قبل أن يغتال هؤلاء المأجورون كل شيء.. الشجر والبشر والأمنيات.
ووصف الحزن خارج حدود الوطن بأنه لا يحتمل فلا أحد يمسح دمعتك أو يربت على كتفيك.. لا أحد يتوحد معك سوى ذاتك التي تتحول وحدها في الغربة إلى شعب ووطن وشهداء ..
وقال إن .. ما أهون الكتابة والحروف أمام الروح والدم.. ما أهون الترحال والغربة أمام دماء هؤلاء الأبطال مصابيح الوطن الذين رحلوا ليخلدوا وليشعلوا قمة الوفاء فيهب الشعب كله راغبا في الذهاب إلى اليمن.. هذا ما تفعله الشهادة وحدها.. تحولنا جميعا إلى راغبين في هذا الشرف وهذا الخلود لتبقى راية الحق.. راية الوطن.
وأضاف لا تجزعي يا الإمارات ولا تبكي.. الخطب جلل أدري والمصاب كبير لكن الله أكبر والحق أكبر.. وإن رحل شهداء فكلنا شهداء.. اليمن لم تكن يوما أرضا غريبة والموت في مأرب.. مأرب .. كل شبر في أوطان العرب منا وفينا..
هكذا تربينا وهكذا علمنا زايد الذي شيد في القلوب.. كل القلوب.. صروحا للمحبة والوفاء والعطاء.