برنامج "قوافل الخير" الإماراتية

في شهر العطاء يسلط برنامج "قوافل الخير"، الذي يعرضه تلفزيون الشارقة، الضوء على أهم مشروعات جمعية الشارقة الخيرية ،التي تنفذها في مختلف الأماكن والمواقع التي تذهب إليها، ليشجع على فعل الخير، وليكون باعثاً للراحة في نفوس المشاركين في عمل الخير، كي يشاهدوا ما قدمت إسهاماتهم، وكيف غيّرت أحوال كثيرين.

وفي نسخته الثانية، يجول "قوافل الخير" دولاً إفريقية هي: النيجر وبوركينا فاسو والسنغال وموريتانيا، في حين كان العام الماضي في دول آسيوية، هي: إندونيسيا وبنغلاديش وسريلانكا والهند، إضافة إلى حلقة من الأردن.

وأوضح مدير القطاع الإذاعي في مؤسسة الشارقة للإعلام مقدم البرنامج، حسن يعقوب لـ"الإمارات اليوم"، إن "البرنامج صور هذا العام 16 حلقة، وهو كما العادة يعرض في النصف الأول من رمضان، وفي النصف منه تعاد الحلقات".

وأشار إلى أن "تصوير الحلقات تم على مدار 20 يوماً خلال إبريل ومايو الماضيين، وكان بعض الحلقات يستدعي التصوير لأكثر من يوم"، مضيفاً أن "ميزة البرنامج أو فكرته الأساسية أننا نعمل على عرض مشروعات ومساعدات فاعلي الخير، كبناء مدرسة أو مسجد، أو مساعدات عينية متنوّعة، كما يعرض البرنامج بعض الحالات الإنسانية وكيف تم التعامل معها، وكيف غيّرت مساعدات الناس في الإمارات حياة أولئك المحتاجين".

وذكر يعقوب أنه "كانت هناك مخاطر وصعوبات أثناء تصوير بعض الحلقات في أماكن ومواقع عدة، من بينها على سبيل المثال، عندما كنا في بوركينا فاسو، إذ أرسلت الحكومة معنا فرقة حماية، وأكدنا لهم أن الأمر لا يتطلب ذلك، لكنهم أبلغونا بأن الحكومة حريصة على سلامتنا، إذ وقع قبل تلك الفترة إطلاق رصاص على سياح في منطقة جيبو، التي تبعد عن العاصمة واغادوغا نحو أربع ساعات باتجاه الجنوب، إذ سنقوم بالتصوير هناك، وقتل منهم 30 سائحاً، وظللنا طوال الذهاب والعودة في حالة قلق، ولكن لم يحدث شيء".

وروى مقدم البرنامج قصة قرية في النيجر أطلقوا عليها اسم القرية الحبيسة إذ لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال النهر، وقال: "صورنا هناك حلقة كاملة، على مدار يومين، وكانت لدينا مساعدات للقرية، وحملناها في قارب وانتظرنا بعض الوقت، ولكن لم نستطع الحركة للوصول إلى القرية الحبيسة، إذ قالوا لنا: لن تدخلوا القرية اليوم لأن فرس البحر يعترض طريقنا فهو أحياناً يستوحش وقد يهجم على القارب، وقتل خمسة أشخاص في المكان نفسه قبل فترة، ولابد من الانتظار، لكن إلى متى، فقالوا حتى يغادر، أو موافقة حراس النهر، وهو اعتقاد لديهم يتعلق بوجود قوى خارجية". وأضاف: "كان مشروع الجمعية في تلك القرية يتعلق بفصول دراسية لتحفيظ وتدريس القرآن، فقد كان الناس يدرسون تحت الأشجار، ومن ثم في فصول طينية، ثم تبرع أحد فاعلي الخير والمحسنين من أجل إنشاء فصول دراسية تتوافر فيها بيئة تعليمية وصفية جيدة ومناسبة".

واستطرد يعقوب: "في قرية ببوركينا فاسو قريبة من العاصمة، شاهدنا بيتاً لأرملة فقدت زوجها وأبناءها، ودفنتهم مقابل البيت كي يبقوا حاضرين معها وشهوداً على كل تفاصيل الحياة، كانت تعيش في غرفة واحدة من الطين أو شبه غرفة آيلة للسقوط، وهذه الحالة لم تكن في الحسبان عندما زرنا القرية كي نوزع المساعدات، لكن عندما شاهدناها وسألنا عنها وجدنا أنها تستحق المساعدة، فخاطبنا الجمعية التي درست على الفور الحالة وقررت أنها تستحق مساعدة عاجلة، وتم العمل على تنفيذ ذلك، إذ قامت الجمعية بترميم البيت وصيانته وإضافة الكثير مما يستحقه خلال يوم واحد، ما أدخل البهجة على تلك الأرملة".

ولفت إلى أن "مشروعات الجمعية تركز على جوانب ومجالات مختلفة، كالتعليم والصحة، فبعض القرى والأماكن تحتاج إلى أشياء بسيطة، كلقاحات معينة"، مشيراً إلى أن "الجمعية قدمت لإحدى الجهات حاضنات أطفال خدج متنقلة أسهمت كثيراً في الحد من وفيات هؤلاء الأطفال".

وذكر "مستمرون في هذا البرنامج الذي لاقى استحسان وتفاعل المشاهدين، وارتياحاً من قبل مؤسسة الشارقة للإعلام وجمعية الشارقة الخيرية"، مؤكداً أن "هدف البرنامج اطلاع الجمهور وفاعلي الخير على مشروعات الجمعية التي نفذتها في مختلف المواقع، بما يسهم في تشجيع الآخرين أن يحذوا حذو من سبقهم في هذه المشروعات الإنسانية، والوقوف على مدى أثرها في تلك المواقع والأماكن وكيف أسهمت في تغيير حياة الناس هناك، وإبراز بعض الحالات التي تحولت ظروفها وأوضاعها من جراء تلك المساعدات التي نقلتها من حالة إلى أخرى أفضل منها".