محمد بن زايد

أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن "عام زايد" مناسبة للاحتفاء بإنجازات المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد، وأثرها المستقبلي؛ فقد استطاعت دولة الإمارات أن ترتقي في عهده إلى مصافِّ الدول المتقدمة، وأن تشهد معدلات تنمية كبيرة على المستويات كافة، ويتحول المواطن الإماراتي إلى أهم عنصر من عناصر التنمية؛ لأن الهدف الرئيسي الذي كان يعمل من أجله الشيخ زايد، هو الاستثمار في بناء الإنسان الإماراتي، والإيمان بمقدرته على المشاركة بفاعلية في بناء الوطن ونهضته الشاملة؛ فقد كان يؤكد دوماً أن الإنسان هو العنصر الأساسي لكل تقدم، وأن أثمن ثروة لهذا البلد هي الإنسان الذي يجب أن نعتني به كل العناية، ونوفر له كل الرعاية؛ فلا فائدة للمال من دون الرجال، وهذه هي الفلسفة التي تنطلق منها عملية التنمية الشاملة والمستدامة في دولة الإمارات.

وأشار إلى أن الشيخ زايد، يمثل نموذجاً للقيادة الطموحة، التي تملك القدرة على مواجهة التحديات، وأخذ زمام المبادرة لما فيه مصلحة شعبها وتعزيز أمنه واستقراره، فقد صاغ بحكمته وبعد نظره الأسس والثوابت التي مكنت دولة الاتحاد من النمو والتطور؛ فقد كان يؤمن إيماناً عميقاً بقيمة الوحدة، ويعدُّها الخيار الوحيد، ليس لمواجهة أي تحديات أو مخاطر فقط؛ وإنما بوصفها الأساس لاستقرار الدولة ونمائها؛ ولهذا استطاعت دولة الاتحاد الفتية أن تقدِّم نموذجاً للتجارب الوحدوية الناجحة في عصرنا الحديث.

وأضاف الشيخ محمد بن زايد: "ونحن نحتفل بـ"عام زايد"، فإن خير احتفاء بسيرته العطرة يكون بنشر إرثه الإنساني والحضاري لكل أبناء الإمارات، والعمل على استلهام موروثه الزاخر من القيم النبيلة، وتعريف الأجيال الجديدة بها؛ من أجل استحضارها والاقتداء بها في السلوك العام؛ فالشيخ زايد قدوة لكل مواطن إماراتي، والوفاء له يجب أن يكون باتباع مبادئه، والعمل وفق قيمه التي رسَّخها داخل المجتمع الإماراتي، وما أحوجنا اليوم إلى التعلم من تلك القيم الوطنية الأصيلة لنستمد منها العبر والدروس التي تمكِّننا من الاستمرار في نهضة دولتنا والارتقاء بمكانتها على خريطة الدول المتقدمة".

وذكر: إن سيرة زايد تشكل منظومة متجانسة ومتناغمة ومترابطة للقيم والأخلاق الإنسانية، فزايد الخير سيظل نموذجاً ملهماً للقيادة والتضحية والإخلاص، ومدرسة للأجيال، تنهل من معينها، وتوثق ما تحفظه منها، ليظل يدرس جيلاً بعد جيل، وهو ما ترسخه رؤية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهاته بضرورة تعزيز مسارات التقدم، بالتمسك بماضينا، ومعايشة حاضرنا، والتطلع إلى المستقبل، كما رسم زايد وأسس وبنى. وأضاف سموّه: "بالاحتفاء بالمغفور له الشيخ زايد، نسعى إلى التواصل مع جيل الشباب ليتعرّف إلى سيرة الوالد المؤسس والقيم التي كانت تعبر عن نهجه ومنهجه".

وأضاف أن الشيخ زايد، طيَّب الله ثراه، أسس لمدرسة متكاملة في فن الحكم والإدارة والسياسة، سواء في تفاعله مع شعبه من دون أي قيود؛ حيث كانت أبوابه مفتوحة دائماً أمام المواطنين، للتعرُّف عن قرب إلى مطالبهم والتوجيه بسرعة حلها؛ وكان لهذا أثره في بناء شخصية الإنسان الإماراتي وتوثيق هويته الوطنية وتوجيه قدراته، ليكون شريكاً في عملية التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، أو في قدرته على اتخاذ القرارات الحاسمة من دون تردُّد، خاصة إذا كانت ترتبط بأمن الوطن واستقراره ومصالحه العليا.

وأكد الشيخ محمد بن زايد، أن الشيخ زايد، يمثل منظومة فريدة من القيم والأخلاق السامية والنبيلة، التي شكلت وجدان الشعب الإماراتي، ورسمت صورته الحضارية أمام شعوب العالم أجمع، التي ترى في كل إماراتي امتداداً لهذه القيم الحضارية، وفي مقدَّمها الإيمان بالتسامح والتعايش والوسطيَّة والاعتدال، وهي منظومة القيم التي يدعو الجميع الآن في كل دول العالم إلى التمسك بها، والعمل على تعزيزها في مواجهة نزعات التعصُّب والكراهية المتنامية، وتمثل تهديداً للأمن والسلم الدوليين.