القوات المسلحة الإماراتية

أوضحت أرملة الشهيد إبراهيم البلوشي الذي استشهد عام 2005 عن عمر 38 عامًا إنه لم يتغيب يومًا عن عمله، وأراد أن يخدم دولته دائمًا وأن يكون أبناؤه مثله محبين لوطنهم”، هذا ما بدأت به ،، وأوضحت إن “عددًا كبيرًا من الأشخاص حضروا يوم دفنه لأنهم عرفوه حق المعرفة، ومازالت القوات المسلحة في تواصل معنا لتلبية احتياجاتنا رغم مضي 10 أعوام على استشهاده”.
وذكر (أم محمد) أرملة الشهيد إبراهيم البلوشي، إنهم مازالوا يذكرون اليوم الذي ابلغوهم بإصابته التي كانت سببًا في استشهاده، موضحة: “كانت الساعة الرابعة فجرًا عندما خرج من المنزل ليذهب إلى عمله كعادته، إذ إنه لا يحب أن يتأخر أبدًا، وبعدها بأربع ساعات اتصلوا بنا وأبلغونا أنه صاب في رجله، لكني لم أرتح للأمر”.

وأضافت إن “لم يخبرنا أحد عن صحته في بادئ الأمر، خوفًا علينا من أن ندخل في حالة من الهلع، خصوصًا أننا لم نره ولم نعرف لماذا تم نقله إلى مستشفى راشد، أو ماهية الإصابة في رجله”، وتابعت أنه “بعد مضي بضع ساعات على دخوله المستشفى أبلغونا أنه أصيب في انفجار لغم، أثناء التدريب وأنه سيخضع لجراحة بسيطة لتنظيف الجرح”.
وتابعت (أم محمد)، أن إبراهيم بقي لفترة بسيطة في المستشفى ومن ثم تقرر إرساله إلى بريطانيا لاستكمال العلاج، إلا أنها لم تستطع السفر معه، نظرًا لكون أبنائها صغارًا في السن ولم تستطع تركهم لوحدهم في المنزل، لذا سافر معه زوج أخته وابنه.

وأوضحت إن “كنا على اتصال دائم معه، وكنا نحاول الاطمئنان عليه بشتى الطرق، لكنه كان يخفي الأمر عنا، إلى أن اتصل بنا للمرة الأخيرة ولم يستطع استكمال حديثه وترك ابن أخته ليشرح لنا حاله”، مضيفة أنه خضع لجراحة أخيرة لبتر رجله المصابة ولم يشف بعدها أبدًا، واستشهد بتاريخ 18 أيار/مايو 2005، تاركًا خلفه ستة أبناء بينهم رضيعان.

وروت “كان والدهم يحب عمله كثيرًا ولم يتغيب قط عن أداء واجبه، إذ إنه سافر إلى مناطق عدة ليخضع للتدريب ويشارك في عمليات إغاثية في كوسوفو، وألمانيا، والكويت، وفرنسا”، مضيفة أنه مثل ما كان يهتم بعمله كان يهتم بأبنائه بأن يعد لهم طعامهم قبل ذهابهم إلى المدرسة وينتظر حافلاتهم ليقلهم دون أن يمل، ومن ثم يذهب إلى عمله مباشرة.

وأفادت “فوجئنا عند تقديم واجب العزاء بعدد كبير من الناس الذين عرفوه وعملوا معه، إذ تواصل معنا مكتب الشهداء حتى أثناء العزاء ليسأل عن احتياجاتنا، وبأن القيادة مهتمة بأسر الشهداء جميعهم، لذا قدموا راتبًا شهريًا، خصوصًا أنه لم يكن هناك أي شخص يعيلنا غيره”.

وأضافت (أم محمد) أنها لم تجد أي شخص عامل أسرته بالطريقة التي كان عليها، موضحة: “بقيت الوحيدة المسؤولة عنهم، ولابد من أن أحترم رغباته الأخيرة في تربيتهم على الطريقة التي يريدها، في خدمة وطنهم تمامًا كما فعل”.

وأوضحت شجعت ابني البكر على الالتحاق بالقوات المسلحة فور بلوغه الـ20 عامًا، لأنني أردته أن يكون كأبيه محبًا لوطنه، ويخدمه بالروح ذاتها، مضيفة “أحب محمد أن يكون مكان أبيه وأن يخدم في القوات المسلحة لذا تقدم بطلب الالتحاق ثلاث مرات وفي كل مرة كانوا يرفضون طلبه، إلا أن هذا لم يمنعه من التقدم للمرة الرابعة وتم قبوله”.
وروت ابنة الشهيد الكبرى “طيبة” عن والدها قبل استشهاده بقوله إنه “كان دائمًا يحدثني بأنني أنا المسؤولة عن الأسرة إن لم يكن موجودًا، وكان لابد لي من الاهتمام بأمي قبل أي شخص آخر، ومن ثم إخوتي ليتربوا على ما علمنا”.

وأضافت أنه كان دائمًا يفاجئهم بقدومه من العمل، ليرى كيف يستقبلونه وكانوا دائمًا يستقبلونه بحفاوة، مضيفة: “فور وصوله إلى المنزل كان يدخل معنا لترتيب أمورنا ومعرفة ما هي واجباتنا المدرسية، ومن ثم يتوجه للمطبخ لمساعدة أمي وكان يقول لها إنه سيفعل كل شيء ولابد لها أن ترتاح”.

وأكدت أنها صدمت في الوقت الذي استشهد فيه والدها، ولم تستطع في تلك الفترة استكمال دراستها الإعدادية، إلا أن إحدى معلماتها تبنت إعطاءها دروسًا خصوصية، وحاولت تعليمها بقدر استطاعتها لتتمكن من النجاح، موضحة: “حاولت معلمتي أن تحببني في الدراسة خصوصًا في الفترة الصعبة التي تلت استشهاد أبي، وقالت لي وقتها تمامًا كما قالت والدتي إنه ينبغي علي الدراسة لخدمة دولتي”.

وذكرت ابنة الشهيد الوسطى فاطمة إن والدها أوصاها في آخر مكالمة معه باستكمال دراستها، وأن تهتم بها وتحصل على أعلى الدرجات لتتمكن من مساعدة والدتها إذ حصل له شيء، مضيفة “نذكره دائمًا في يوم الجمعة، ونحاول الدعاء له، إذ إنه اليوم الذي دفن فيه في دبي، ونذكر ولاءه لبلاده وحبه لخدمة القيادة”.