انتخابات المجلس الوطني

طالب عدد من المواطنين، الفائزين المحتملين في انتخابات المجلس الوطني المقبلة، بالتواصل مع الناخبين وأفراد المجتمع كله، في أعقاب إعلان النتائج، حيث أكدوا أن الأغلبية منهم، ينكرون معرفتهم بأفراد دائرتهم، بعد ضمان التصويت لهم، كما أنهم لا يردون السلام عليهم، ويرفضون تقبل النقد البناء.

وقالوا إن أغلبية الأعضاء ينتحلون أعذاراً شتى لغيابهم، ولا يتطرقون في نقاشاتهم إلى قضايا مجتمعية أو مصيرية، حيث بات المجتمع الإماراتي يعيش في حالة خطر، ما دامت بعض الطاقات التي تسعى لخدمة الوطن لا يتم احتواؤها.

أشار بعضهم إلى أن المناخ الإيجابي الاستثنائي الذي تتمتع به الدولة، يزيد من حجم المسؤولية على عاتق الأعضاء في مواكبة التطلعات والطموحات والعمل بشكل مستمر، على تهيئة البيئة المبدعة اللازمة لتحقيق الرؤية التنموية للدولة.

أكدت المحامية سارة إبراهيم شكري، أن البرامج الانتخابية التي يروج لها أغلبية المرشحين، تبقى حبراً على ورق، حيث إنها لا ترى النور على أرض الواقع، وتذهب أدراج الرياح، لأسباب عدة، أهمها افتقار المرشحين للخبرة في ممارسة دورهم النيابي، وعدم تواصلهم مع أبناء مجتمعهم الذي يشكل منبع القضايا الحقيقي.وأوضحت أنه يترتب على المرشح، قبل التفكير في خوض التجربة الانتخابية، النزول إلى الميدان، والعمل في المجتمع، كي يتعرف إلى احتياجات المواطنين، ويكون على تواصل مباشر معهم، يتلمس متطلباتهم، خاصة أن الأغلبية منهم لا نراهم سوى في المناسبات الرسمية، للخروج بمظهر المنتصر، بالرغم من عدم قيامه بأي أمر سوى الظهور في الصور الجماعية.

من جهتها، أعربت المحامية علياء العامري عن خيبتها الكبيرة من بروز بعض أسماء المرشحين المحتملين لخوض انتخابات المجلس الوطني الاتحادي في دورته المقبلة، حيث إن كثيراً منهم يعتمدون على اسم القبيلة، من دون أن يكون لديهم نشاط حقيقي على أرض الواقع، بل بعضهم يكونون شباناً، لافتة إلى عدم معارضتها لخوضهم الانتخابات، لكن بعد أن يكونوا ممّن قدموا لوطنهم خدمات وإنجازات، يستحق على أثرها الترشح فقط، وليس الفوز.

وتابعت: العضوية في المجلس الوطني، مسؤولية تجاه المجتمع، وليس مجرد منصب للتباهي أمام الآخرين، حيث يلجأ أعضاء إلى عدم التجاوب مع المواطنين بعد ضمان الفوز، بل إن بعضهم لا يردون السلام، ويرفضون تقبل النقد البناء، كما أن منهم من يتبنى أفكار المواطنين في حالة مناسبتها لمصالحهم الشخصية، لينسبوها إلى أنفسهم على أنها إنجازات.

وأشارت العامري إلى أن 80% من الأعضاء، ليس لهم وجود فعلي على أرض الواقع، يتخذون للغياب أعذاراً شتى، ولا يتطرقون في نقاشاتهم إلى قضايا مجتمعية أو مصيرية.

وأكدت أن المجتمع الإماراتي، يعيش في حالة خطر، ما دامت هناك طاقات كبيرة لا يتم احتواؤها للعمل في خدمة الوطن، في ظل وجود مرشحين محتملين يفتقدون إلى روح المبادرة.

بدوره، قال طارق المرزوقي، إنه وفي دولة مثل الإمارات التي يصل فيها صوت المواطن إلى الحاكم من دون قيود ولا حدود، وتسخّر فيها الحكومة كل جهودها وإمكاناتها للارتقاء بمختلف الخدمات المقدمة، لتحقيق مستوى معيشي مرتفع لمواطنيها والمقيمين على أرضها، وحرصها المتواصل على قياس مؤشرات الرضا المعيشي لدى الجميع، لمواصلة إجراءات التطوير والتحسين بما يواكب تطلعاتهم.

ففي ظل هذا المناخ الإيجابي الاستثنائي الذي تتمتع به الدولة، قد يبدو من السهل على المجلس أداء دوره وممارسة اختصاصاته، إلا أنه في حقيقة الأمر، يزيد من حجم المسؤولية على عاتقه في مواكبة التطلعات والطموحات والعمل بشكل مستمر، في إطار اختصاصاته الدستورية، على تهيئة البيئة المبدعة اللازمة لتحقيق الرؤية التنموية للدولة، وتمكين المواطن من عناصر القوة اللازمة، ليصبح أكثر إسهاماً ومشاركة في مختلف مجريات الحياة الاجتماعية والسياسية والإنتاجية.

وتابع: نتطلع إلى مجلس وطني قريب من هموم المواطنين والمقيمين على أرض هذه الدولة، يناقش القضايا التي لها علاقة مباشرة بشؤون الوطن والمواطنين، ويمارس دبلوماسية برلمانية تتكامل مع الأهداف والرؤية التنموية للدولة، فضلاً عن الحفاظ على المزايا التي يتمتع بها المواطنون والمقيمون، مثل دعم بعض السلع الرئيسية، وعدم وجود الضرائب، وغيرها من الحوافز والمزايا التي تقدمها الدولة.

وذكر المرزوقي أنه من الواجبات الرئيسية للمجلس في هذه المرحلة، الإسهام في تعزيز مسيرة النمو الشامل المستدام الذي تشهده الدولة، وتكريس الأجندة الوطنية للابتكار، خاصة في ظل التحول نحو اقتصاد المعرفة القائم على الإبداع والابتكار، وكذلك تطوير المنظومة التشريعية، وخاصة المتعلقة بالأنشطة الاقتصادية.

طالب خالد جمعة ثاني الفلاسي، الأعضاء بالتواصل مع الناخبين، بعد فوزهم، في ظل حالة الجفاء التي تصيبهم، عقب وصولهم إلى مقاعد المجلس الوطني، مشيراً إلى أن كثيراً منهم يصبح لا يعرف أفراد دائرته الانتخابية، بعد ضمان أصواتهم، بل إن بعضهم لا يرد على المكالمات الهاتفية.

وقال إن التواصل بين المرشح والناخب يكون في قمة ذروته خلال الدعاية الانتخابية، بل إن الأغلبية يحرصون على الحضور في المجالس بين المواطنين بشكل دائم، لكنهم وبعد الفوز، بالكاد «يتعرّف» إلى الآخرين، بذرائع مختلفة، منها كثرة الأعمال والمهام المنوطة به.