أعلنت جهات معارضة أن قوات الأمن السودانية اعتقلت 5 من قيادات المعارضة، عقب توقيع 4 منهم على وثيقة مشتركة بين أحزاب معارضة وحركات مسلحة نصّت على إسقاط نظام الرئيس عمر البشير. كما "اعتقل الأمن السوداني اليوم الثلاثاء، هشام المفتي، عضو الهيئة القيادية بالحزب الاتحادي المعارض" بحسب ما ذكره شقيقه محمد لمراسل وكالة الأناضول للأنباء. وأضاف محمد المفتي أن أفرادا من جهاز الأمن اقتادوا شقيقه إلى جهة مجهولة دون تقديم أسباب، موضحا أن شقيقه "وصل الخرطوم قبل  أيام قادما من الولايات المتحدة". وكان القيادي بحزب البعث العربي عضو الهيئة العامة لتحالف أحزاب المعارضة محمد ضياء قال، لمراسل الأناضول، إن الأمن "اعتقل في وقت متأخر من ليل أمس الاثنين رئيس الحزب الناصري جمال إدريس، والقيادية بذات الحزب انتصار العقلي، والقياديين بالحركة الاتحادية محمد زين العابدين، وعبد الرحيم عبد الله. وأضاف أن جمال وانتصار اللذين عادا من العاصمة الأوغندية كمبالا مساء أمس الأول تم اعتقالهما عقب مشاركتهما في اجتماع الهيئة العامة لتحالف المعارضة ليل أمس، فيما تم اعتقال زين العابدين وعبد الرحيم فور وصولهما لمطار الخرطوم فجر اليوم. وقال ضياء إن اجتماع الهيئة العامة للمعارضة "أكد على أهمية اللقاء الذي تم في كمبالا بين الأحزاب والحركات المسلحة باعتباره يعزز الحوار الوطني"، لكنه أبدى بعض الملاحظات حول الوثيقة التي تم التوقيع عليها وأنه سيتم مراجعتها مع الحركات المسلحة. ولفت إلى أن أحزاب المعارضة أكدت على تمسّكها بالنضال السلمي لإسقاط النظام، ورأى أن الأمر لا يتعارض مع سعي الحركات المسلحة لإسقاط النظام بالقوة العسكرية لأن لكل طرف آلياته. ولم يتسن الحصول على تعليق من مصادر أمنية رسمية بهذا الصدد. ووقّعت أحزاب معارضة مع الحركات المسلحة، الأحد الماضي، بكمبالا على وثيقة أقرّت إسقاط نظام حكومة البشير وتشكيل حكومة انتقالية لمدة 4 أعوام تعيد هيكلة مؤسسات الدولة، وعقد مؤتمر دستوري جامع وتنتهي الفترة الانتقالية بإجراء انتخابات عامة. وتوعد مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع أحزاب المعارضة بعد توقيعها على الوثيقة باتخاذ إجراءات حاسمة، ووصفهم بـ"الخونة"، قائلاً: "الذين ذهبوا للتوقيع على الوثيقة في كمبالا إنما ذهبوا لقبورهم"، مضيفًا أن عام 2013 "سيكون عام الحسم للخونة والمتمردين". ومثّل توقيع المعارضة على الوثيقة مع الحركات المسلحة أحدث الجهود لإسقاط حكومة البشير الذي وصل إلى الحكم عبر انقلاب عسكري نفّذه الإسلاميون عام 1989. ويضم تحالف المعارضة أكثر من 20 حزبًا معارضًا ومؤسسة مجتمع مدني أبرزها حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي والمؤتمر الشعبي بزعامة الإسلامي حسن الترابي. والحركات المسلحة التي وقّعت على الوثيقة هي الحركة الشعبية قطاع الشمال التي تحارب الجيش السوداني في مناطق متاخمة للجنوب، وحركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور، وحركة تحرير السودان بقيادة أركو مناوي. وشكّلت الحركات الأربع في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 تحالفًا باسم الجبهة الثورية نصّ بيان تأسيسه على إسقاط النظام بالقوة العسكرية.