استنكر الشيعة المغاربة التدخل العسكري الفرنسي في مالي، ودانوا ما أطلقوا عليه "تيارات التخلف والتطرف الديني"، التي اعتبروها الذريعة الواقعية لدخول الاحتلال الأجنبي، وأنها شريكة موضوعية للاحتلال في ما يقوم به، وتتحمل إلى جانبه كامل المسؤولية الأخلاقية والسياسية للنتائج المدمرة على الأرض. وأفاد موقع الخط الرسالي، ذو المرجعية الشيعية بالمغرب، أن "أي إنسان لا يمكن أن يقبل بتدخل الغيارى في شؤونه الداخلية، فضلا عن كون ذلك التدخل يحمل صفة عسكرية"، مضيفا أن "المسلم لا يمكن أن يقبل بأن يستباح قطر من الأقطار الإسلامية من طرف قوة أجنبية أيا كانت الحيثيات والأسباب والخلفيات، التي تتذرع بها لاعتدائها المادي". وتساءل عصام احميدان الحسني، رئيس تحرير موقع "الخط الرسالي بالمغرب"، عن سبب صمت أكثر من جهة إسلامية وعدم إصدارها بيانات تنديدية بالتدخل الفرنسي في مالي في الوقت، الذي كانت مجموعة "أنصار الدين" تعتدي على حرمة أموات المسلمين وقبورهم وتعتدي على رموز صالحين. وأضاف الموقع، أن "الغرب التزم الصمت مدة طويلة وهو يعاين وصول جماعات مسلحة إلى بعض البلدان، بل إنه لم يحرك ساكنا في اتجاه الأعمال التخريبية التي قامت بها، لأنه كان يريد بذلك أن يصنع الذريعة السياسية لتدخل عسكري لاحق، يحقق من خلاله المكاسب الاقتصادية، التي قد تمكنه من تجاوز حال الاختناق الاقتصادي وأزمة السيولة المالية العالمية".