طلبت اسرائيل من السلطة الفلسطينية تهدئة موجة المظاهرات في الضفة الغربية، بينما اضرب أكثر من أربعة آلاف أسير فلسطيني عن الطعام في السجون الإسرائيلية احتجاجا على وفاة معتقل فلسطيني شاب.طلب مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من السلطة الفلسطينية تهدئة موجة المظاهرات في الضفة الغربية المحتلة اليوم الأحد (24 فبراير/ شباط) بينما أضرب أكثر من أربعة آلاف أسير فلسطيني عن الطعام في السجون الإسرائيلية احتجاجا على وفاة معتقل شاب. واندلعت مواجهات الأحد لليوم الثاني على التوالي في الضفة الغربية المحتلة حيث تتصاعد الاحتجاجات تضامنا مع الاسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل وأيضا ضد التوسع الاستيطاني.وقالت سيفان وايزمان المتحدثة باسم مصلحة السجون الإسرائيلية لوكالة فرانس برس إن جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية تقريبا خاضوا الأحد إضرابا ليوم واحد عن الطعام احتجاجا على وفاة عرفات جرادات (30 عاما) في سجن مجدو شمال إسرائيل. وقدرت وايزمان عدد المضربين عن الطعام بنحو 4500 معتقل.وتوفي عرفات جرادات من بلدة سعير قرب الخليل جنوب الضفة الغربية السبت في سجن اسرائيلي بسبب ما وصفته مصلحة السجون الإسرائيلية بأنه أزمة قلبية. واعتقل هذا الأسير البالغ من العمر ثلاثين عاما والأب لولدين, في 18 شباط/فبراير بعد صدامات قرب مستوطنة كريات أربع القريبة من الخليل حيث جرح إسرائيلي في 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2012. وذكر شهود عيان أن متظاهرين في قريته وقطاعات أخرى من مدينة الخليل رشقوا صباح الاحد قوات الأمن الإسرائيلية بالحجارة بينما رد الجيش الإسرائيلي باستخدام قنابل الغاز والصوت.وقال بيان رسمي إسرائيلي أن نتانياهو أمر بتحويل الرسوم الضريبية لشهر كانون الثاني/يناير التي تجمعها إسرائيل نيابة عن السلطة الفلسطينية بعد ان احتجزتها. وبحسب البيان فان "إسرائيل قدمت طلبا واضحا إلى السلطة الفلسطينية بتهدئة أراضيها" عبر مبعوث نتانياهو الخاص اسحق مولخو.واشتبك فلسطينيون مع قوى الأمن الإسرائيلية الأحد بالقرب من مدن نابلس ورام الله ونابلس وجنين بحسب مراسلين لفرانس برس. وقالت مصادر طبية ان ثلاثة شبان أصيبوا بالرصاص الحي خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي بالقرب من سجن عوفر العسكري الإسرائيلي جنوب رام الله. وبحسب المصدر فان احد الشبان أصيب في صدره وهو في حالة خطرة بينما أصيب الآخران في الكتف.وربطت وسائل الإعلام الإسرائيلية بين حالة عدم الاستقرار الحالية ومخاوف اسرائيل من التصعيد وبين زيارة الرئيس الأميركي باراك اوباما للدولة العبرية والأراضي الفلسطينية الشهر المقبل.من جانبه وصف المفوض السياسي العام والناطق باسم المؤسسة الأمنية الفلسطينية اللواء عدنان الضميري دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لها لتهدئة الأوضاع الميدانية بأنها "رسالة ملغومة تتجاهل فتيل الانفجار التي تتسبب فيه الممارسات الإسرائيلية ". وقال اللواء عدنان الضميري، في بيان صحفي إن ما ينظر له نتنياهو وجنرالاته حول انتفاضة فلسطينية ثالثة "يمثل رغبتهم وأمانيهم في اندلاع العنف للخروج من أزمتهم السياسية وموقفهم اللا أخلاقي من الشرعية الدولية".واعتبر الضميري أن طلب نتنياهو تهدئة الأوضاع في الضفة الغربية هو "رسالة ملغومة أراد من خلالها توجيه اللوم لرئيس الشعب الفلسطيني في وقت يتناسى فيه أسباب التفجير وفتيل الانفجار الذي يمثله الموقف الإسرائيلي وسلوك المستوطنين الإجرامي على الأرض واغتيال الأسرى وقمعهم ".واتهم الضميري، نتنياهو بأنه "يبحث عن تصعيد العنف بجيشه ومستوطنيه ليحمل الجانب الفلسطيني المسؤولية ويشكل حكومة حرب لمواجهة ما يسميه العنف الفلسطيني". وشدد على أن "المقاومة الشعبية الفلسطينية للاحتلال بالوسائل السلمية حق ودفاع عن النفس يقوم الاحتلال بقمعها واجتياح المناطق الفلسطينية لحماية المستوطنين أثناء تنفيذهم لجرائمهم ضد القرى والمدن والمخيمات الفلسطينية". واعتبر الضميري أن فتيل التفجير هو "سياسة الاستيطان وليس مقاومة الشعب الفلسطيني للاستيطان ".