دعت "اللجنة التنظيمية للثورة الشعبية" في اليمن لـ"مظاهرة مليونية" عصر اليوم في العاصمة صنعاء للمطالبة بمحاكمة الرئيس السابق علي عبد الله صالح ونزع الحصانة الممنوحة له بموجب المبادرة الخليجية.وطالب بيان للجنة التنظيمية بتطبيق عقوبات دولية ضد صالح باعتباره معيقا للمرحلة الاننقالية، وفقا لبيان مجلس الأمن الدولي الأخير. هجوم الرئيس السابقوتأتي هذه المظاهرات بعد يوم واحد من مظاهرات لأنصار حزب المؤتمر الشعبي ألقى فيها صالح خطابا هاجم فيه الانتفاضة الشعبية التي أطاحت به ووصفها بأنها تقليد لدول أخرى.وكان حزب المؤتمر الشعبي في اليمن قد سيّر الأربعاء مظاهرة لعشرات الآلاف من أتباعه في ميدان السبعين بصنعاء، بعد حشدهم من كافة محافظات البلاد، واستعدادات استمرت لأسابيع بمناسبة مرور عام على انتقال السلطة للرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي.وألقى الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الذي أطاحت به انتفاضة شعبية نهاية فبراير/شباط من العام الماضي خطابا أمام أنصار الحزب الذي لا يزال رئيسا له، طالب فيه بـ"الصفح، وفتح صفحة التصالح والتسامح، وطي الماضي بكل سلبياته وإيجابياته، والنظر للمستقبل". وأضاف قائلا "لا لقطع الكهرباء وأنابيب النفط".وهاجم صالح في خطابه خصومه السياسيين والانتفاضة الشعبية ضده، التي اعتبرها تقليدا لدول أخرى، كما وجه انتقادات لنائبه السابق علي سالم البيض، واتهم الحراك الجنوبي بتلقي الدعم من إيران، وجدد رفضه لدعوات انفصال الجنوب مكررا "لا للانفصال".ورفع أنصار صالح المشاركون في مظاهرة اليوم لافتات كتب عليها "نعم لسادس الخلفاء الراشدين علي عبد الله صالح".ووجه سياسيون يمنيون اتهامات لأنصار النظام السابق بتوظيف مؤسسات الدولة التي لا يزالون يسيطرون عليها لحشد أنصار حزب المؤتمر عبر استخدام نفوذ المحافظين ومديري المديريات ومسئولي السلطة المحلية من أنصار الحزب وتوزيع الأموال على المشاركين في حشود اليوم وفقا لخصوم صالح. لكن أنصاره ينفون تلك الاتهامات ويؤكدون أن شعبية صالح لا تزال واسعة في البلاد واعتبرت أطراف يمنية حشود أنصار صالح محاولة لتلافي المضاعفات السلبية التي لحقت بصالح وحزب المؤتمر من تسميته كمعرقل للمرحلة الانتقالية في البلاد في بيان مجلس الأمن الدولي الأخير بشأن اليمن.واعتبرت اللجنة الأمنية العليا وأحزاب سياسية تلك الحشود تصعيدا مخالفا للمبادرة الخليجية ومحاولة لاختلاق عراقيل جديدة أمام مؤتمر الحوار الوطني المقرر انطلاقه في الثامن عشر من مارس/آذار المقبل.لكن أنصار صالح أكدوا أن تلك الحشود لا تخالف المبادرة الخليجية، وقالوا إنها تأكيد على أهمية إنجاح مؤتمر الحوار الوطني.ودعا أمين عام حزب الحق، حسن زيد، المحسوب على التيار الحوثي في صفحته على الفيسبوك الرئيس هادي وحكومة الوفاق وأحزاب اللقاء المشترك لـ" قراءة الرسالة التي وجهها صالح إلى حشود ميدان السبعين، وعدم دس رؤوسهم في الرمال"، بحسب وصفه.ويتهم خصوم صالح الحوثيين بالتحالف معه ضمن ما يسمونه بـ"الثورة المضادة"، وقالوا إن الحوثيين شاركوا في مظاهرة ميدان السبعين، لكن الحوثيين نفوا تلك المعلومات واعتبروها محاولة لتشويه ما وصفوه بـ"النضال الثوري الحوثي".