أنهى سجينا فلسطينيان محتجزان في سجون إسرائيلية إضرابهما عن الطعام المستمر منذ فترة طويلة، بحسب مسؤولين إسرائيليين. وقد استأنف السجينان طارق قعدان وجعفر عز الدين تناول الطعام الأربعاء بعد جسلة استماع في المحكمة، بينما يواصل سامر العيساوي وأيمن شراونة إضرابهما. وكان فلسطينيون قد نظموا عدة فعاليات احتجاجية للتعبير عن تضامنهم مع السجناء المضربين، كما عبر الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عن قلقهما بشأن الحالة الصحية للسجناء، ودعوا لالغاء الاعتقال الإداري. ووفقا لنظام الاعتقال الإداري هذا بإمكان المحكمة أن تأمر باعتقال أي مشتبه فيه إلى أجل غير مسمى وتجديد الاعتقال كل ستة شهور دون توجيه لائحة اتهام أو تقديم الشخص للمحاكمة. وقال قدروة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني "هذه سياسة عدوانية وبدائية، يجب على إسرائيل أن تحترم القانون الدولي ". قلق متواصل وتنتهي الفترة الحالية لاعتقال قعدان وعز الدين في 21 مايو/أيار القادم ، وقد بدأ كلاهما الإضراب عن الطعام في نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، ولم يتناولا خلال هذه الفترة سوى الماء والملح، وقد نقلا الى مستشفى في وقت سابق من الشهر الجاري. وسيواجه السجينان جلسة استماع أخرى في محكمة "عوفر" العسكرية في 6 مارس/آذار، لكن محاميهما قال إنه أبلغ بان اعتقالهما الإداري لن يمدد. وعبر قدورة فارس عن قلقه بسبب الحالة الصحية لسامر العيساوي وأيمن شراونة. وكان قد أطلق سراح السجينين في شهر اكتوبر/تشرين الأول 2011 ضمن صفقة أفرجت بموجبها حركة حماس عن الجندي الإسرائيلي المحتجز لديها جلعاد شاليط. وقد ألقي القبض عليهما مرة أخرى بدعوى أنهما خالفا شروط الإفراج عنهما، وقررت السلطات الإسرائيلية سجنهما لمدة محكوميتهما الأصلية. وقد بدأ العيساوي إضرابه عن الطعام في شهر أغسطس/آب الماضي، وشراونة في شهر يوليو/تموز الماضي، وقطع الأخير إضرابه لفترة وجيزة في شهر يناير/كانون الثاني الماضي. ويقول سيفان وايتزمان المتحدث باسم مصلحة السجون الإسرائيلية "السجينان في حالة صحية مستقرة". دعوات للتحقيق واجتاحت مظاهرات الضفة الغربية وقطاع غزة للمطالبة بإطلاق سراح السجناء وإظهار التضامن معهم. وقد فارق السجين عرفات جرادات الحياة في أحد السجون الإسرائيلية في ظروف غامضة بعد أيام من اعتقاله بسبب مشاركته في احتجاجات في الخليل، مما أدى الى اندلاع احتجاجات ومواجهات، ودار الحديث عن احتمال اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة. وطالب الأربعاء محقق من هيئة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة بالتحقيق في ظروف وفاة جرادات. وقال ريتشارد فولك ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية إن "وفاة سجين خلال التحقيق هو مدعاة للقلق دائما، وفي هذه الحالة، حيث إسرائيل معروفة بسوء معاملتها للسجناء، هناك حاجة لإجراء تحقيق خارجي موثوق أكثر من اي وقت مضى".