دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المسيحيين إلى التمسك ببلدهم وعدم الهجرة منه والمساهمة ببنائه وإعماره. جاء ذلك في كلمة ألقاها المالكي خلال مشاركته في حفل تنصيب البطريرك مارليوس رافائيل ساكو رئيسا لطائفة الكلدان في العراق والعالم، الذي أقيم بكنيسة مار يوسف ببغداد، اليوم الأربعاء، وسط تدابير أمنية مشددة. وقال المالكي: "لا نريد أن يخلو الشرق من المسيحيين مثلما لا يخلو الغرب من المسلمين". واعتبر أن "الإرهابيين من تنظيم القاعدة الذين يستهدفون المسيحيين وعموم العراقيين ليسوا من الشعب العراقي، ويمثلون حالة طارئة"، محذرا من "التعصب والعنف والطائفية وموجة الإرهاب والتكفير التي تعيشها المنطقة". وأضاف رئيس الوزراء العراقي: "إننا شعب واحد متنوع ومتعدد، لكننا يجب أن نتفق على أن يكون العراق أولا؛ فالهوية الوطنية هي ما نحتاج إليه اليوم وليس الخلافات". وأثنى المالكي على كلمة البطريرك مارليوس رافائيل الأول بحفل تنصيبه، التي شدد فيها على الوحدة والتلاحم بين مكونات الشعب العراقي، وقال المالكي: "نشيد بالكلمة القيمة التي سمعناها والتي نعدها برنامج عمل يتناسب مع الهوية الوطنية التي يجب ان يحملها العراقيين سنة وشيعة ومسيحيين ويزيديين وصابئة ومن جميع المكونات". وخاطب رئيس الوزراء العراقي البطريرك الكلداني قائلا له: "إنكم أصبتم كبد الحقيقة، وهذا هو المنطق الذي يجب أن يتحدث به جميع السياسيين؛ فالعراق بحاجة اليوم إلى نبذ الارهاب والطائفية من أجل الانتقال لمرحلة تسودها المحبة ووحدة الصف". وكانت تقارير صحفية أشارت إلى أن قرابة نصف المسيحيين العراقيين المقدر عددهم بـ 800 ألف نسمة قد فروا إلى الخارج بسبب أحداث العنف، التي شهدتها البلاد عقب بدء الاحتلال الأمريكي في مارس/ أذار 2003، حيث تعرض قسم منهم لأحداث "إجرامية" كالخطف والتعذيب والقتل، وتكررت بشكل خاص حوادث اختطاف واغتيال رجال الدين المسيحي على أيدي مسلحين.