أنهى مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن جلسته الافتتاحية الأولى في العاصمة صنعاء بمشاركة قيادات بارزة في الحراك الجنوبي. ويقول مراسل بي بي سي في اليمن عبد الله غراب إنه من المتوقع أن يقر المشاركون في المؤتمر صباح الثلاثاء جدول أعمال المؤتمر على مدى ستة أشهر هي فترة انعقاد مؤتمر الحوار. وأضاف المراسل أن المؤتمر انعقد بمشاركة 565 شخصية يمثلون غالبية القوى السياسية وشباب الانتفاضة ومنظمات المجتمع المدني. وكان المؤتمر قد بدأ أعماله الاثنين بهدف كتابة دستور جديد للبلاد، والإعداد لانتخابات ديمقراطية كاملة في شهر فبراير عام 2014. ويقاطع المتشددون في جنوب اليمن الذين يسعون للانفصال عن البلاد هذه المحادثات. ويأتي هذا الحوار في إطار الاتفاق الذي تنحى بموجبه الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح عام 2011، بعد اندلاع الانتفاضة في اليمن. وقد سلم صالح السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي، والذي أصبح رئيسا لليمن في فبراير/شباط العام الماضي بعد انتخابات لم ينافسه فيها أحد. "لا حوار تحت الاحتلال" وكان من المقرر لهذا الحوار الوطني أن يبدأ في منتصف نوفمبر / تشرين الثاني، لكنه أرجئ بسبب رفض فصائل ما يعرف باسم الحراك الجنوبي المشاركة. ويمثل الحراك الجنوبي تحالفا يضم عددا من الجماعات التي تقود الدعوة لاستقلال الجنوب. ويشكو السكان في الجنوب منذ فترة طويلة من التهميش السياسي والاقتصادي من قبل الحكومة المركزية في صنعاء منذ الاتحاد مع الشمال عام 1990. وقد وافقت أغلب فصائل الحراك الجنوبي على المشاركة في الحوار بعد مناشدات من الرئيس اليمني عبد ربه منصور، وهو الزعيم الجنوبي الذي قاد الحملة العسكرية ضد الانفصاليين في الحرب الأهلية عام 1994، وبعد ضغوط من الأمم المتحدة، والتي هددت بفرض عقوبات ضد أي طرف يعيق هذه المحادثات. وسعت الحكومة المركزية أيضا إلى تحسين الظروف المعيشية في الجنوب وإعادة الممتلكات التي صادرتها من السكان المحليين، وإعادة تعيين الموظفين الذين تم تسريحهم من القطاع الحكومي بالدولة. لكن إحدى الفصائل الجنوبية، بقيادة الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض، والذي قاد التمرد الانفصالي عام 1994، تصر على أنها تريد التفاوض فقط حول قضية انفصال الجنوب. وقد خرج آلاف إلى الشوارع في مدينة عدن الجنوبية الساحلية للاحتجاج ضد المؤتمر الوطني للحوار، وقد رفع العديد منهم العلم السابق لجنوب اليمن، بالإضافة إلى لافتات كتب عليها: "لا حوار تحت الإحتلال. الاستقلال خيارنا." وتقاطع الناشطة توكل كرمان، الحاصلة على جائزة نوبل، جلسات الحوار احتجاجا على وجود مسؤولين كانوا يعملون تحت قيادة عبدالله صالح خلال فترة حكمه التي بلغت 33 عاما. وقالت كرمان لوكالة الأنباء الفرنسية، فرانس برس: "لن أشارك في الحوار، بسبب عدم التوازن الواضح في تمثيل الشباب، والنساء، ومجموعات المجتمع المدني، وبسبب مشاركة أشخاص تلطخت أيديهم بدماء شباب الثورة". وتنتقد كرمان حكومة الوحدة الوطنية الحالية لعدم قيامها بإعادة هيكلة قوات الأمن، وعدم إطلاقها صراح عدد من المعتقلين، وعدم التحقيق في قتل المحتجين المعارضين للنظام السابق خلال الانتفاضة، وفقا لاتفاق تسليم السلطة برعاية الأمم المتحدة. وقالت مصادر من داخل حزب المؤتمر الشعبي العام، وهو الحزب الحاكم سابقا بقيادة عبدالله صالح، إن الرئيس السابق لن يكون ممثلا للحزب في هذا المؤتمر، وذلك على الرغم من أنه لا يزال زعيما للحزب. وهناك أيضا أنباء عن مقاطعة الزعيم القبلي حامد الأحمر، الذي يقود حزب الإصلاح الإسلامي السني، للمؤتمر شخصيا احتجاجا على قرار بإعطاء الشيعة الزيديين في شمال اليمن، المعروفين باسم الحوثيين، معظم المقاعد الممثلة لإقليم صعدة.