شارك العديد من سنة العراق الإثنين في "عصيان مدني" شمل المحافظات ذات الأغلبية السنية وذلك احتجاجا على ما يقولون إنه التمييز الذي تمارسه ضدهم حكومة نوري المالكي التي يهيمن عليها الشيعة.وقد أغلقت العديد من المدارس والدوائر الحكومية في محافظات صلاح الدين والأنبار ونينوى.ولكن المناطق ذات الأغلبية السنية في العاصمة بغداد لم تشارك في العصيان.ووصف منظمو التحرك العصيان بأنه انذار للحكومة التي يقولون إنها تقاعست في تلبية مطالب المتظاهرين الذين ما لبثوا يحتجون في شتى مناطق المحافظات الثلاث المذكورة منذ عدة شهور.استجابة لدعوات لجان الحراك الشعبي لعصيان مدني اليوم في المحافظات العراقية ذات الأغلبية السنية التي تشهد منذ نحو أربعة شهور تظاهرات واعتصامات مناوئة لسياسات رئيس الوزراء نوري المالكي، جرى تعطيل الدوائر الحكومية والأسواق والجامعات والمدارس في كل من الأنبار وصلاح الدين ونينوى باستثناء دوائر الصحة والشرطة، في حين اكتفى المحتجون في العاصمة بغداد ومحافظة ديالى بالصيام الجماعي. وفي هذا السياق دعت لجان التنسيق في جامع أبي حنيفة النعمان في الأعظمية ببغداد المحتجين من مختلف مناطق بغداد للتوجه إلى الجامع للإفطار وأداء صلاة المغرب حيث من المتوقع أن يتلى بيان يتضمن احتجاجا على ممارسات الحكومة ضد المكون السني والتفجيرات الأخيرة في كل من حي العامرية في بغداد و مدينة الفلوجة التي راح ضحيتها العشرات بالإضافة إلى الحصار التي تشهده ساحة الاعتصام في قضاء الحويجة في كركوك منذ أيام.ويطالب المتظاهرون - وجلهم من السنة - الحكومة بإطلاق سراح السجناء وإلغاء العمل بقانون (4أ) للارهاب الذي يقولون إنه يستهدفهم بشكل غير عادل، وإبطال قانون إجتثاث البعث الذي ادى الى فقدان العديد من السنة لوظائفهم بسبب ارتباطاتهم المزعومة بنظام الرئيس العراقي المطاح صدام حسين.ونقلت وكالة اسوشييتيدبرس عن أحد منظمي العصيان في الموصل بمحافظة نينوى يدعى محمود البدر قوله "إن الرد الكاسح لجماهيرنا رسالة واضحة الى المسؤولين في بغداد تقول لهم اهم يجب أن يكفوا عن إستهداف السنة وقتلهم."من جانبه، قال عمر عبدالله، وهو موظف حكومي من الموصل أيضا، قال إنه وزملائه في دائرة التقاعد بالمدينة قرروا عدم الالتحاق بأعمالهم اليوم تضامنا مع المحتجين. وقال عبدالله، "صحيح نحن موظفون حكوميون، ولكننا أيضا جزء من شعب الموصل ونريد أن نرى مطالبنا تتحقق بأقرب وقت."ولم يعلق مسؤولو الحكومة في بغداد على العصيان، ولكن الحكومة كانت قد قدمت بعض التنازلات للمحتجين تتلخص في إطلاق سراح عدد من المعتقلين. ولكن المحتجين قالوا إن الخطوات التي قامت بها الحكومة لم تكن كافية.في الفلوجة في محافظة الأنبار الغربية، حذر رجل الدين السني خالد محمد - وهو الآخر من منظمي العصيان - بأن المحتجين سيعمدون الى اتخاذ خطوات إخرى اذا واصلت الحكومة تجاهل مطالبهم.وقال إن المحتجين يفكرون في إغلاق الطريق العام الذي يربط العراق بسوريا والأردن، وحتى الإستيلاء على المعابر الحدودية مع هاتين الدولتين الجارتين.