دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الخميس للتصدي لمحاولة اعادة البلاد الى مرحلة "الحرب الاهلية الطائفية"، معتبرا ان العراق يعيش حاليا فتنة بين اطيافه. وقال المالكي في كلمة بثتها قناة "العراقية" الحكومية "نعم انها فتنة والفتنة كالنار تاكل الحطب والهشيم (...) والفتنة عمياء لا تميز بين المجرم والبريء، واقول لكم اتقوها فانها نتنة". ودعا رئيس الوزراء الشيعي الذي يحكم البلاد منذ 2006 العراقيين من رجال عشائر واعلاميين ورجال دين واخرين الى "ان يبادروا والا يسكتوا على الذين يريدون اعادة البلد الى ما كان عليه في الحرب الاهلية والطائفية". وجاءت كلمة المالكي في وقت تشهد البلاد موجة عنف دام ضد قوات الامن حصدت ارواح اكثر من 130 شخصا في ثلاثة ايام، اندلعت عقب اقتحام اعتصام سني مناهض لرئيس الوزراء في الحويجة شمال بغداد الثلاثاء وقتل فيه 50 مدنيا وثلاثة عسكريين. وقال المالكي ان ما حصل في الحويجة وما حصل في ناحية سليمان بيك في صلاح الدين التي يسيطر عليها مسلحون "كلها تدعونا للتوقف وتحمل المسؤولية (..) واقول بكل صراحة لو اشتعلت الفتنة، لن يكون هناك رابح او خاسر". واضاف "ليس لدينا عدو في الشعب العراقي، كلهم اخواننا (...) الكل اخوة متساوون بحكم الهوية الوطنية، ليس لدينا عدو (...) عدونا فقط القاعدة والارهاب وفلول حزب البعث". ودعا المالكي الى "ضرورة الانفتاح (...) والحوار، والتقدم الى طاولة الحوار، والنقاش وجها لوجه، لمناقشة قضاينا". وتابع "كلنا ثقة ولدينا من سعة الصدر ان ننفتح على كل المشاكل وفق قاعدة الاحتكام الى الدستور وضرورة تجنيبه الفتنة الطائفية"، مشددا على ان "الحكومة ومجلس النواب، وكل مؤسسات الدولة منكم واليكم، وانتم جميعا شركاء فيها". وبخصوص الهجمات التي يتعرض لها الجيش، قال المالكي "عز العراق، وعز اي بلد بجيشه وشعبه، لانه هو الذي يصون السيادة ويوفر العزة والكرامة للمواطنيين اولا وللبلد ثانيا". واضاف "اذكركم انهم (...) يتحملون مسؤولية كما انتم تتحملون واقول لكم انهم ايضا لهم عوائل وابناء وزوجات، ومن حقهم ان يعيشوا ويحظوا بالاحترام والمهابة التي يقتضيها ضبط الاوضاع الامنية في العراق الذي يتاثر بالمحيط الاقليمي الذي يعج بالفتن والمشاكل والتي بدات (ترمي) افرازاتها علينا".