اختتم وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية، الستر بيرت، صباح الثلاثاء، زيارة إلى لبنان استمرت يومين، التقى خلالها عددًا من المسؤولين، وبحث معهم في الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، إضافة إلى موضوع النازحين السوريين، في ضوء سعي بريطانيا إلى تنظيم مؤتمر دولي بشأنهم. وأعلنت السفارة الريطانية، في بيان لها مساء الإثنين، أن "وزير شؤون الشرق الأوسط أليستر بيرت أنهى زيارته للبنان التي استمرت يومًا واحدًا، وشدد بيرت خلال لقاءاته على أهمية دعم المجتمع الدولي لسياسة (النأي بالنفس) التي يتبعها لبنان، وأعلن عن مبلغ قدره 400 ألف دولار أميركي قدمته المملكة المتحدة لدعم بناء القدرات للانتخابات البرلمانية اللبنانية". وقال بيرت بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، "بحثت مع الرئيس ميشال سليمان والجنرال جان قهوجي، في كفية العمل معًا على بناء قدرات لبنان لحماية سيادته، وأقول للبنان في هذا الوضع الحرج المليء بالتحديات: لا ترسلوا أبناءكم للقتال والموت في سورية، إن الانزلاق في الصراع في سورية سهل، والحياد هو الخيار الشجاع، والنأي بالنفس هو الحل السياسي الأنسب للبنان"، داعيًا كل الأطراف السياسية، إلى أن تتواصل مع الرئيس المكلف تمام سلام لتأليف حكومة وإجراء الانتخابات التشريعية"، مضيفًا "الوضع في المنطقة ليس ذريعة لعدم الالتزام بالمهل الدستورية للانتخابات، ولقد اتخذت كل الخطوات الفنية، وآن الأوان لأن تضع كل الأحزاب السياسية مصلحة لبنان أولاً، وأدعو كل الأطراف السياسية إلى الموافقة على الإطار القانوني لخوض الانتخابات ضمن المهل الدستورية". وشدد الوزير البريطاني على هذه المواقف لدى لقائه سلام، كما جدد استعداد المملكة المتحدة لتقديم الدعم لإدارة شفافة لموارد لبنان في قطاع النفط والغاز، منوهًا بتأهل 6 شركات بريطانية للاشتراك في دورة التراخيص الأولى للتنقيب عن النفط والغاز، فيما بحث خلال لقائه قائد الجيش العماد جان قهوجي، في استقرار لبنان، ورحب بازدياد التعاون بين المملكة المتحدة والجيش اللبناني لحماية سيادة البلاد. وزار بيرت أيضًا مركز المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، حيث التقى لاجئين سوريين واطلع على أوضاعهم، ونوه في كلمة للإعلاميين، بـ"مساهمة المملكة المتحدة بمبلغ قدره 40 مليون دولار أميركي استجابة للأزمة الإنسانية السورية في لبنان، فيما استمع من رجال دين من مختلف الطوائف اللبنانية لأهمية حوار الأديان في أوقات كهذه. يُشار إلى أن هذه هي ثالث زيارة لبيرت إلى لبنان، والتي تستكمل الزيارة التي قام بها وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في شباط/فبراير الماضي، حيث أعلن وقتها عن مبلغ قدره 17 مليون دولار أميركي للبنان ليصل مجموع مساهمات المملكة المتحدة استجابة للوضع الإنساني للاجئين السوريين في لبنان إلى 40 مليون دولار.