إستعرض المفكر الفلسطيني الدكتور عزمي بشارة أفكارًا موجزة بشأن التفاهم الروسي الأميركي الذي صرح به وزيرا خارجية البلدين مؤخراً في موسكو. ورأى بشارة على صفحته الشخصية على موقع الإتصال الإجتماعي "فيسبوك" أن أهم العقبات أمام تنفيذ نموذج الحل الدولي المزمع الاتفاق عليه"رفض بشار الأسد التنازل عن سلطاته لحكومة مشتركة كاملة الصلاحيات، ورفض الأجهزة الأمنية والجيش أن تمنح ولاءها لمثل هذه الحكومة طالما كان بشار الأسد موجوداً، وهذا يعني أنها لا يمكن أن تكون كاملة الصلاحيات." وأوضح عزمي بشارة أن من بين عوائق الحل أيضاً عدم تمكن الثورة السورية من فرز رؤية موحدة لطبيعة المرحلة الإنتقالية، معتبرا المخاطر الكامنة في الحل الدولي تتجسد بوقوع سورية تحت الوصاية الدولية، وفرض نظام محاصصة طائفية. وأكد أنه لا يمكن التصدي لهذه المخاطر إذا لم يتفاهم السوريون على ضرورة تغيير نظام الحكم في سورية إلى نظام ديمقراطي تعددي، لأن استمرار الصراع وتحوله إلى صراع بين جماعات سوف يستمر في دفع كل طرف إلى تحالف مع قوى خارجية ضد الطرف الآخر، وهذا بحد ذاته لا يمكن أن يؤدي إلا إلى تسويات بوصاية دولية تتضمّن محاصصات. وأعاد بشارة للأهان إن ما حذّر منه في بدايات الثورة حدث الآن، إذ "كان من الطبيعي أن يقود رفض النظام للإصلاح مبكراً، وإختياره الحل العسكري بقمع تطلعات الناس للحرية بقمعهم بالحديد والنار إلى الإنقسام العمودي الذي حوّله إلى نظام مجازر، نظام عصابات طائفية فاشية وإلى التدخل الدولي لفرض الحل".