ردّ رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على ما قاله الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير بأن "كل ما يجري في سورية ومن ضمنها الغارات الإسرائيلية الأخيرة هو إخضاع لسورية لإخراجها من معادلة الصراع مع العدو"، ، فسأل "منذ متى كان النظام السوري في صراع مع العدو الإسرائيلي"؟، لافتاً إلى أن "أهدأ جبهة مع إسرائيل كانت الجبهة السورية، فطيلة 40 عاماً من 1973 إلى 2013 لم نسمع عن ضربة كف في الجولان، وهذه المقولة غير صحيحة بل يطرحها السيد حسن في سبيل الدفاع عن النظام والفرقعة الإعلامية لإظهار النظام وكأنه مستهدف من إسرائيل". كلام جعجع جاء خلال عشاء لمصلحة النقابات العمالية في القوات اللبنانية تحت شعار "ريادة في العمل، التزامٌ بلا حدود" في حضور النواب: ستريدا جعجع، إيلي كيروز، طوني أبو خاطر، أنطوان زهرا، فادي كرم، جوزف المعلوف، وأمين عام الحزب فادي سعد، ورئيس مصلحة النقابات العمالية في "القوات" المحامي شربل عيد، وسأل "يا سيد حسن، إذا كان النظام يملك سلاحاً كاسراً للتوازنات، فلماذا لم يكسر هذه التوازنات بنفسه؟ أينتظر أن تكسر أنت هذه التوازنات؟، طالما أنتم مدركون أن المقاومة الشعبية في الجولان يمكن أن تؤدي إلى تحريره، فلماذا انتظرتم 40 عاماً للبدء بها؟، لأنكم تعلمون أكثر من غيركم أن هذه المقاومة الشعبية لن تؤدي إلى أي مكان، ولكن إذا كنتم تعلمون أنها كانت ستُعطي نتيجة ولم تسمحوا بها، إذاً أنتم خونة". وقال "اليوم يفكرون بالمقاومة الشعبية لتحرير الجولان لسبب بسيط، إعطاء طابع لهذا النظام بأنه رائد القومية والوحدة العربية والوحيد الذي يقاتل إسرائيل لإلهاء الناس عمّا يجري في سورية والاستمرار في قتل الشعب السوري، وهذا تزوير للتاريخ ولشعور الناس". وأضاف "لتبرير كل ما يفعلونه يُدخلون العدو الإسرائيلي، وهنا لدي سؤال بسيط: فهذا النظام السوري متى كان في صراع مع العدو؟ فآخر مرة كانت سورية في صراع مع العدو بالفعل هي عام 1973. لقد حصلت حروب عدة ومنها حرب العام 1982 على لبنان وكان الجيش السوري في لبنان ولكن ماذا فعل؟، ومن ثم حرب 1993 و1996، فكل ما كانت تفعله سورية هو مسمار جحا لتأخذ ثمناً سياسياً من إسرائيل على حساب الشعب اللبناني"، لافتاً إلى أن "كل قصة المقاومة في لبنان، مع اعترافي بما قام به المقاومون الصادقون، أخذت سورية منها أثماناً سياسية بحيث كانت تدّعي إمكانية تجميدها حين تريد ليس لمضايقة العدو بل لغايات في نفس يعقوب ولمصالح تتعلق بالنظام".  وتابع "لا تقل لي يا سيد حسن أن جيش النظام السوري ضعيف كما تقول عن الجيش اللبناني، فها هو اليوم يُدمّر المدن السورية ويقتل شعبه بحيث تخطت أعداد الشهداء المائة ألف قتيل، فإذا أخذنا الحروب التي شنّتها إسرائيل على سورية كحرب 1948، 1967، 1973 وجمعنا أعداد القتلى يكون المجموع تقريباً بين 25 و30 ألف قتيل بينما حتى الآن مات في سورية أكثر من مائة ألف، فأيهما يكون اضرّ بالشعب السوري نظامه أم إسرائيل"؟. وسأل جعجع "إذا كان صحيحا أن "حزب الله" بدأ بإرسال مقاتلين إلى جبهة الجولان لتدريب المقاومة الشعبية، فهل هذه الأرض المسماة لبنان فيها دولة أم لا"؟، معتبراً أن "كل ما يفعله "حزب الله" وكأن الدولة غير موجودة في لبنان والأهم من هذا أن الدولة تتصرف وكأنها غير موجودة"، ومؤكداً ان "ما يقوم به "حزب الله" خطير جداً ويُرتّب حرباً جديدة على لبنان، فمن أعطاك تفويضاً يا سيد حسن لتزجّ لبنان في هذا الأتون المشتعل في الشرق الأوسط"؟، مشيراً إلى أن "حزب الله" يحاول فعل أي شيء لإبقاء نظام الأسد واقفاً على رجليه بعيداً من أي منطق، والمطلوب من حكومة تصريف الأعمال أخذ موقف صريح بهذا الشأن لأن الأوضاع الأمنية تأتي من صلب مهامها قبل فوات الأوان". كما تطرّق جعجج إلى موضوع قانون الانتخاب، فشدد على أهمية "التوصل إلى قانون انتخابي جديد إذ لا يمكن الاستمرار بأي شكل من الأشكال بقانون "الستين" الذي انتهى إلى غير رجعة"، كاشفاً عن أن "القوات" تجري اتصالات بالاتجاهات كلها وبالأخص مع حلفائنا وأصدقائنا كي نتوصّل إلى قانون انتخاب يؤدي إلى حسن التمثيل ويأخذ في عين الاعتبار هموم وهواجس اللبنانيين كلهم". وإذ أكد أن "قانوناً مفصّلاً على قياس فريق واحد لن يمرّ بل يجب أن يكون للفرقاء كلهم ويحترم مصالحهم، آمل أن نصل إلى قانون قبل 15 الجاري". وفي الشأن الحكومي، طالب جعجع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلّف تمام سلام "بتشكيل حكومة فاعلة ومنسجمة تبعاً لضميرهما وبالتالي يرسلان هذه التشكيلة إلى المجلس النيابي، وبعدها فلتتحمل الكتل النيابية مسؤوليتها فإما تعطيها الثقة أو لا، وفي نهاية المطاف نحن كلبنانيين يجب ان نحكم على الكتل النيابية وفق تصرفها تجاه هذا الأمر". وقال "عندما تكون الحكومة مشلولة فهذا يعني أن الدولة مشلولة، فلسخرية القدر جماعة "الأمر الواقع" بامتياز يقولون إنهم لا يريدون حكومة أمر واقع، فالدستور والقوانين والأعراف أعطت شرعاً رئيسي الجمهورية والحكومة المكلّف حق تشكيلها كما يريدان بالشكل المناسب، بينما في الوقت عينه لم يُعطَ لهم الحق بمصادرة القرار الاستراتيجي للدولة وتكديس السلاح وتعريض لبنان واللبنانيين للخطر، فحكومة الأمر الواقع هي التي تتشكل في السراديب وليس وفق القانون وفي السراي والقصر الرئاسي وبحسب المشاورات". وأعرب عن أسفه لخلق تقليد معيّن يتعلق بتشكيل الحكومات، وهو ما رآه خاطئاً كلياً، باعتبار أن الحكومة ليست حصصاً تُوزع على الفرقاء السياسيين لتتحول إلى قطعة فسيفساء لا يُعرف أولها من آخرها، فالحكومة كناية عن فريق عمل يجب أن تكون منسجمة لتستطيع العمل، والكتل النيابية الموجودة في المجلس النيابي تكون مهمتها متابعة وملاحقة كل خطوة من خطوات الحكومة وليس لأخذ الحصص منها، وهذا المفهوم يجب تغييره والآن الفرصة سانحة لذلك"، لافتاً إلى أن "الحكومة سلطة تنفيذية وليست مجلساً نيابياً مصغّراً، هذا المفهوم خاطئ ويحاولون تعزيزه في رؤوسنا".