أكد الناطق الرسمي باسم حزب الصحوة الحرة – قيد التأسيس- الشيخ عبد الفتاح حمداش زراوي، الأربعاء، أنه وجّه للنظام التونسي رسالة ينصحه فيها بالتعامل المرن مع التيار السلفي الذي وصفه بـ"حديث التجربة السياسية"، في الوقت ذاته توجه الشيخ زراوي بنصائح "للإخوة السلفيين في تونس إلى عدم الدخول في مواجهات مع الدولة لاجتناب إعادة التجربة الجزائرية". واعتبر مؤسس أول حزب سلفي أن الجيل الجديد من السلفية في الجزائر يحمل مشروع دولة، ويتجنب الاحتكاك مع السلطة، مؤكدا أن صحوة السلفيين لا تقتصر على الجزائر أو تونس إنما على دول الجوار حتى موريتانيا، مضيفا أن الحصار المطبق على التيار السلفي يزيده مصداقية لدى الشعوب المفطورة على انتهاج الحقّ.   وجدد الشيخ زراوي استهجان "الصحوة الحرّة" للحملة الشرسة التي تقودها وزارة الشؤون الدينية تجاه التيار السلفي، والتي وصفته بنعوت شتى " فتدعي أنه دخيل على المجتمع، وأنه خطر عليه". وقال إن "التيار السلفي متجذر في المجتمع الجزائري بدليل مؤسس جمعية العلماء شيخ السلفيين عبد الحميد بن باديس الذي كرّس حياته لمحاربة المتصوفين المبتدعين"، مؤكدا أن الوزارة تستعمل في كلّ مرة بوقا جديدا فبعد عدة فلاحي "يطلّ علينا محمد عيسى بخرجاته العدائية للتيار السلفي". وأضاف أن هذا الهجوم هو تمويه للرأي العام الجزائري من طرف النظام لإبعاده عن القضايا الحساسة كمرض الرئيس أو قضايا الفساد التي أصبحت تهدد مصداقية النظام لدى الشعب ومصداقية البلاد بين دول العالم. وأوضح الشيخ زراوي في هذا السياق أن السلفية في الجزائر تتعرض لحصار ممنهج من طرف الوزارة ومن ورائها النظام الجزائري، مشيرا إلى أنه منع من زيارة مصر من طرف شرطة الحدود حيث كان متجها لزيارة شخصيات سلفية هناك لأخذ تجارب والاستفادة من خبرة التيار الإسلامي في مصر، موضحا أن الحصار طالة حتى على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فتعرضت 7 صفحات كاملة للغلق، ناهيك عن حصار التيار داخل المساجد ومنعه من أداء نشاطه الدعوي. وأكد مؤسس أول حزب سلفي جزائري أن "الصحوة الحرة" لا تزال تنشط دعويا وسياسيا رغم العراقيل في منح الاعتماد من طرف وزارة الداخلية التي تماطل مصالحها في تطبيق الإجراءات القانونية الخاصة بتأسيس حزب سياسي. ولفت إلى أنه شارك في مسيرات شباب الجنوب الجزائري إيمانا منه بمطالب الشباب المرفوعة، متهما النظام الجزائري بالفشل في التعامل مع مشاكل الطبقة الاجتماعية رغم توافر المال التي تتمتع بها الجزائر، مضيفا أن سياسة شراء السلم الاجتماعي أثبتت فشلها أمام شارع تفطن لكلّ ألاعيب النظام. واستنكر الشيخ حمداش زراوي تعاطي النظام مع ملف مرض الرئيس داعيا إلى كشف الحقيقة للشعب الجزائري، مؤكدا أن تضارب الأخبار بين أجنحة الصراع دفعت الرأي العام للمطالبة برؤية الرئيس صوتا وصورة بعدما ذابت الثقة وأصبح "الشعب لا يصدق أحدا"، متأسفا على الحال التي وصلت إليه البلاد. وقال "أصبحنا نستقي الأخبار من فرنسا، والحكومة الجزائرية تكرر ما تقوله فرنسا الرسمية أو إعلامها" متسائلا أين هي سيادة الجزائر؟، مشددا على ضرورة توضيح الرؤية حتى يمكن التعامل مع واقع صحيح، دون الاختباء وراء صراعات الأجنحة وفتح مجال التأويلات والإشاعات. وأضاف "أنه من العيب أن ترتبط مصالح البلاد بشخص واحد فلا يمكن أن تتوقف الحياة عند مرض الرئيس. وأضاف "أن المرض والموت من سنن الحياة وعلينا أن نتعامل مع معطيات الحياة كدولة قائمة بذاتها تعتمد على مؤسساتها لا على الأفراد"، مطالبا في هذا الإطار بتعديل جذري للدستور حتى يكون دستور كلّ الجزائريين، مستمدا تشريعه من الدين الإسلامي الذي هو دين الدولة كما تنص عليه المادة الثانية منه، مستنكرا "ما بتداوله الإعلام بشأن تغيير الدستور على يد خبراء فرنسيين في الوقت الذي استشيرت الأحزاب الجزائرية في جوانب سطحية منه". وفي ردّه عن سؤال بشأن إمكانية توحيد صف الإسلاميين خلال انتخابات الرئاسة 2014 المقبلة وتقديم مرشّح موحد، اعتبر الشيخ زراوي أنه أول الداعين للتحالف وفق شروط تتمثل في الإخلاص والعمل على تجسيد أهداف التيار ميدانيا، بعيدا عن نظام المحاصصة والأغراض الشخصية، رافضا في نفس الوقت استغلال "الصحوة الحرة" لاستدراج التيار السلفي المتجذر في المجتمع الجزائري والذي يمثل قوة حقيقية، مؤكدا في ختام حديثه أن تحقيق التحالف الإسلامي يعيد التوازن للجزائر