حذر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي من مخاطر استمرار الحدود مستباحة لتمرير السلاح. ونبه من استمرار الطوائف في التسلح على حساب الدولة. ولفت إلى أن خلاص لبنان في الاستقرار السياسي والأمني ورحب البطريرك الراعي في العظة التي ألقاها لمناسبة عيد مار شربل بحضور ومشاركة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وعائلته، دعا إلى الصلاة من أجل السلام في الشرق الأوسط ولاسيما في لبنان، العراق ومصر   من ثم تحدث عن سيرة القداس شربل منذ نشأته حتى دخوله الدير وتنسكه ووفاته ليلة عيد الميلاد العام 1892، مشيراً إلى أنه تميز بسيرة مسيحية بارة وتوجه إلى رئيس الجمهورية قائلاً "أعين اللبنانيين تنظر إليكم، لأنكم رأس البلاد، وأنتم وحدكم حلفتم يمين الإخلاص للامة اللبنانية. قسمكم يعزز ويشدد عزيمكتم ومسؤوليتكم كساهر لاحترام الدستور ومحافظ على استقلال لبنان ووحدته وسيادته" وأضاف: "الحدود مستباحة لتمرير السلاح غير الشرعي، الطوائف والأحزاب تتسلح لمصالحها على حساب الدولة والمؤسسات، والسياسيون يتدخلون في الإدارة العامة والقضاء والتعيينات الإدارية، لذلك ينبغي وضع تشريعات تفصل بين الوزارة والنيابة، والفريقان 8 و14 اذار يعطلان قيام المؤسسات الدستورية، والشعب يجوع ويعاني ويقهر ويهاجر الوطن حسياً ومعنوياً، أعين اللبنانيين تنظر اليكم يا فخامة الرئيس لانكم تمثلون كل الشعب اللبناني، وهذا يجب ان ينطبق على رئيسي مجلس النواب والحكومة. انتم ضمانة لمعنى لبنان وخصائصه ومميزاته، نظراً لأهمية الموارنة الرمزية على الساحة العالمية كونهم يمثلون الوجود المسيحي في العالم العربي" وتابع: "نؤيد كل ما طرحتم وفي طليعتها تشكيل حكومة جديدة غير مقيدة بشروط تعيد الحياة الاقتصادية والإدارية إلى مجراها، ونرجو عند تعثر الأمور أن تكون حكومة حيادية مكونة من شخصيات غير مرتبطة بأحد من الأحزاب" وختم الراعي: "خلاص لبنان في الاستقرار السياسي والأمني كمدخل إلى الاستقرار العام خلاصنا يأتي من الفكر السياسي، فالصراع السياسي يقود إلى الحرب بينما الفكر السياسي يحمل المجموعات المكونة له إلى تشكيل وطن يؤمن لها طموحها وأهدافها ويجنبها التهميش، خلاصنا في تطوير الدولة اللبنانية بما يؤمن مصالح أبنائها، خلاصنا في رسالتنا اللبنانية وهي رسالة السلام والتفاهم ونشر ثقافة الاعتدال والتسامح والحوار وحمل لواء مواكبة والالتزام بالمصالح العليا، بعيداً من الصراعات والانحياز إلى أي من مواقف التصادم وبالتالي دور المحور".