أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس لدى استقباله أسرى الضفة الغربية الـ21 المحررين فجر اليوم الأربعاء بمقر الرئاسة في مدينة رام الله "إنه لن يكون هناك اتفاق ويوجد أسير واحد وراء قضبان السجون الإسرائيلية". وقال أبو مازن - مخاطبا الأسرى المحررين - "اطمئنوا ونحن أمامكم بإذن الله من أجل هذا الهدف النبيل الذي كرسنا حياتنا من أجله حتى آخر لحظة". وأضاف الرئيس الفلسطيني "نبارك ونحيي إخوتنا الأبطال القادمين من وراء القضبان إلى دنيا الحرية .. نرحب ونهنئ أنفسنا ونهنئكم جميعا بهذه الفرحة العظيمة التي تلم الشمل وتعيد أبناءنا إلينا، ونؤكد أننا قلنا فليعودوا لبيوتهم وليس إلى مكان آخر". وتابع أبو مازن "اليوم الفرحة الثانية، وبعد شهرين الفرحة الثالثة، ثم الرابعة، ثم الخامسة، حتى تبيض السجون ويعود أهلنا إلينا.. الآن نتكلم عن 104 أسرى جميعهم بإذن الله سيخرجون كما خرج إخوتنا هؤلاء، لكن لن تتم الفرحة إلا بإخراج الجميع من السجون.. من هنا أوجه ندائي إلى عميد الأسرى كريم يونس وأقول له الفرج قريب وآت إن شاء الله". وأوضح قائلا "نحن تعهدنا أننا سنستمر في جهودنا لإطلاق كل الأسرى مهما كانت مدتهم أو أطيافهم أو أماكنهم، شرط أن يعودوا إلى بيوتهم وليس إلى مكان آخر". وأشار الرئيس الفلسطيني إلى "أن هناك بعض غير الوطنيين الذين يشيعون أننا عقدنا هذه الصفقة مقابل عدم وقف الاستيطان .. خسئوا فالاستيطان باطل وباطل"، مضيفا أنه "قد توجه لنا انتقادات هنا وهناك لن نسأل بها.. عندنا أسير واحد أهم من كل التفاهات التي يطلقونها عبر الأقمار الاصطناعية". من جانبه قدم الأسير المحرر رزق صلاح من بيت لحم شكره الجزيل للقيادة، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، مؤكدا أن الرئيس ومن خلفه القيادة الحكيمة لن يألوا جهدا في سبيل إطلاق سراح الأسرى وهذا سيتحقق في المستقبل القريب. وأضاف - مخاطبا الحشود - "نشكركم ونحييكم كل التحية .. أثبتم أن شعبنا شعب حي وفيه الكرامة ويعتز بأسراه". تجدر الإشارة إلى أنه الدفعة الثانية من الأسرى تشمل 26 أسيرا - منهم 21 من الضفة الغربية، وخمسة من قطاع غزة - معتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو، وأمضوا ما بين 19 و28 عاما في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وينتمون لفصائل وطنية وإسلامية مختلفة. ووصل إلى قطاع غزة فجر اليوم أسرى غزة الخمسة المحررين الذين أفرجت عنهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي. وكان في استقبال الأسرى المحررين على بوابة معبر بيت حانون (شمال قطاع غزة) المئات من أبناء الشعب الفلسطينيين وأهاليهم الذين عانقوا أبناءهم وسط أجواء من الفرح والسعادة الغامرة. وكان الاحتلال قد نقل هؤلاء الأسرى من سجن عوفر (غرب رام الله بالضفة الغربية) إلى حاجز (إيرز) شمال القطاع تمهيدا لإطلاق سراحهم. وكانت حكومة إسرائيل قد أقرت في 28 يوليو الماضي الإفراج عن 104 من الأسرى القدامى الذين اعتقلوا قبل اتفاق أوسلو 1993 على أربع دفعات بحسب تقدم سير المفاوضات مع الجانب الفلسطيني التي استؤنفت فى الثلاثين من الشهر ذاته بعد توقف دام عدة سنوات. وأفرجت سلطات الاحتلال في 14 أغسطس الماضي عن الدفعة الأولى من هؤلاء الأسرى وشملت 26 أسيرا منهم 14 من قطاع غزة و12 من الضفة الغربية. ومن جهتها، رحبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بإطلاق سراح الأسرى الدفعة الثانية من الأسرى الفلسطينيين القدامى ما قبل توقيع اتفاق أوسلو من السجون الإسرائيلية. وأكدت الحركة - في بيان صحفي مقتضب اليوم - "أن إطلاق سراح الأسرى جميعا عهد ووعد علينا، وأمانة في أعناقنا، وواجب على الجميع"، مشددة على أن "معركتنا مفتوحة مع الاحتلال حتى تحقيق هذا الهدف".