قتل اربعة اشخاص على الاقل الاربعاء في مدينة واو بجنوب السودان (شمال غرب) خلال مواجهات بين مجموعات قبلية متنافسة، فاضطر عدد كبير من السكان الى اللجوء لدى قوة الامم المتحدة لحفظ السلام. وقالت الراهبة روزماري اوديول التي تعمل في مستشفى كومبوني وهو الوحيد في مدينة واو ان "اربعة اشخاص قتلوا (...) كانوا مصابين بجروح في الرأس. بعضهم كان محطما والبعض الاخر محترقا". واعربت عن خشيتها من عدم تمكن جرحى من تلقي الاسعافات وقالت "من المتعذر الوصول الى المستشفى (...) يعمل الجنود على نقل اشخاص" الى المستشفى. ومن ناحيتها، تحدثت شرطة واو عن قتيل واحد. وقد استمرت اعمال العنف بضع ساعات، لكن الهدوء عاد بعد الظهر الى واو، عاصمة ولاية غرب بحر الغزال، حيث احرقت منازل ومتاجر وسمعت اصوات اطلاق نار. وقال دنق ديمو المراسل في واو لموقع غورتنغ الجنوب سوداني على شبكة الانترنت، "رأيت قتيلين. الاول اصيب بجرح كبير في صدره والثاني قطع إربا إربا بالفأس وحطم رأسه"". واوضح ضابط الشرطة في واو جمعة رفيع انه لا يعرف عدد القتلى. واكتفى بتأكيد مقتل رجل من قبيلة البلندا "قضى تحت ضربات الفأس والعصي". واضاف ان "المعلومات حول قتيل ثان ليست واضحة"، مشيرا الى "اصابة عدد كبير من الاشخاص بجروح" و"حرق اكثر من 200 منزل". وذكر الصحافي في اذاعة محلية اسد الطاهر انه رأى "الفا الى الفين من عناصر قبيلة الدينكا" يهاجمون عناصر من قبيلة البلندا، متهمين اياهم بأنهم مسؤولون عن قتل ستة من الدينكا عثر على جثثهم في الايام الاخيرة خارج المدينة. وكانت مدينة واو مسرحا لتظاهرات عنيفة في بداية ديسمبر. وقتل آنذاك تسعة متظاهرين برصاص قوات الامن في جنوب السودان. ومنذ ذلك الحين، عثر على جثث ستة اشخاص من قبيلة الدينكا في العراء على مقربة من المدينة. واضاف ماندينغ "اني اختبىء ... تحولت الاضطرابات الى مواجهات قبلية"، موضحا ان عناصر من الدينكا قاتلوا اعضاء من قبائل اخرى. وذكر كويدر زيروك المتحدث باسم مهمة الامم المتحدة في جنوب السودان ان "اكثر من 100 مدني معظمهم من النساء والاطفال قد سمح لهم بدخول معسكر لمهمة الامم المتحدة في جنوب السودان". واضاف ان عناصر من مهمة الامم المتحدة قد انتشروا للقيام بدوريات في المدينة. واندلعت التظاهرات الاولى بعد اعلان السلطات المحلية عن نقل مقر ولاية غرب بحر الغزال من واو الى البقارة وهي مدينة صغيرة مجاورة. لكن عناصر من المجتمع الاهلي يتهمون مسؤولين في الحكومة المحلية بتأجيج التوتر القبلي بين المجموعات المتنافسة. وتنتشر في جنوب السودان الذي نال استقلاله عن السودان في تموز/يوليو 2011 الاسلحة النارية المتراكمة جراء الحرب الاهلية التي استمرت عقودا بين تمرد جنوبي يتولى السلطة اليوم في جوبا وسلطات الخرطوم في الشمال. وتضم قوات الامن في جنوب السودان متمردين قدامى ايضا. وما زال الوضع الامني بالغ الهشاشة في البلاد التي دائما ما تعصف بها مواجهات قبلية.